محافظ بيروت زياد شبيب يكريم الفنان الراحل جورج الياس الزعني

بــيــروت – مـحــمــد درويــش  

جورج الزعني فنان من نوع خاص، هو فنان الفنانين أو فنان الفن، إذا جاز التعبير.
تقديراً لمساهمته الفعالة في إثراء العمل الثقافي والوطني، وبرعاية وحضور محافظ بيروت القاضي زياد شبيب
شارع المكحول يوجه تحية لجورج الزعني الذي اثرى العمل الثقافي في لبنان والعالم اقيم مساء امس مهرجان فني وثقافي بعنوان “Makhoul In Action”، بدعم من جمعية “أحلى فوضى” وكنيسة نياح السيدة الأرثوذكسية، في شارع المكحول – الحمراء.
وخلال الحفل كرم مهرجان “مكحول إن أكشن” الفنان الراحل الدكتور جورج الياس الزعني تقديرا لما قدمه من جهود وبث الأمل في زمن الحروب، وذلك حرصا على استعادة هذا الشارع إرثه.

وكانت كلمات تحدثت عن الزعني الرائد في المعارض الوطنية والفنان المرهف الحس والصديق المحب، مشيرة الى دوره في تكريم شخصيات تركت بصمات تاريخية، بالإضافة إلى الحفلات والأعمال المسرحية والكتب التي عمل عليها بأناقة فنية في الداخل والخارج.
وكان الزعني معجبًا بأداء الجيش اللبناني الذي يدفع بأولاده من دون كامل العتاد الى المعركة، ويستشهد.
في كل مناسبة كان لجورج احتفاء بالجيش بشهدائه، «بدمائهم يرسمون مساحة الوطن» وانتصاره على التشرذم وتهنئة بعيد الاستقلال.
وكان الجيش أول من يأتي الى معارضه ويرسل له باقة زهر قائد الجيش.
غير أن جورج التزم القضايا الكبرى والقضايا اليومية؛ وكانت مجزرة قانا والمقاومة في صميم قلبه يقيم لهما المعارض، يستعير من محمود درويش الكلمة ومن جبران خليل جبران الصور، والإيقاع من نزار قباني، وأما القضايا اليومية «قهوة دايمة»، «يمام بيروت»، «بيروت في خمسة فصول». يحقّ لهذا الرجل أي يكرّم لأنه من جيبه الخاص كرّم الحياة الثقافية والسياسية والحضارية في الوطن العربي انطلاقًا من لبنان. وما كان ينتظر شكرًا إلا أن يأتوا كثيرًا كي لا ننسى لبنان الحضارة والجمال.
آخر كتاب له «تماثيل لبــنان» طبعته الجامعة اللبنانية وكان معدًا لمعرضٍ ربما يتحقق كآخر حلم لجورج الزّعني المواطن الشرف.

مواطنٌ خلاّقٌ مبدعٌ مندفعٌ، خادمٌ بجهوده وفكره وأعماله، فكرة لبنان ورسالته… لبنان الوطن والمواطن، لبنان الهوية والثقافة، لبنان التاريخ والحاضر والمستقبل المشرق.
وهنا يشيد الزميل محمد ع. درويش بالفنان المعلم جورج الزعني وشارع المكحول ويقول في سنة 1978 اقامت جمعية المكحول للفنون والحرف، وشاهد الناس، بمتعة غامرة، مهرجان المكحول الأول حين كانت بيروت تخرج بصعوبة من حرب السنتين. وفي ذلك الشارع الضيق شوهد جورج الزعني يتنقل بين المشاركين بحيوية لافتة. وفي عامي 1979 و 1980 بات مهرجان المكحول الاسم الثاني لجورج الزعني الذي يسره أن يردد أن الشاعر الشعبي البيروتي عمر الزعني هو قريبه، على الرغم من اختلاف الانتماء الديني. لكن هذا الفارق لم يكن له أي قيمة في منطقة رأس بيروت التي اشتهرت بأن المسيحيين فيها أبناء خالات المسلمين بالرضاعة والمجاورة.
ورأس بيروت مكان فريد حقاً، غير أن فرادته ليست ناجمة عن عبقرية سكانه المزارعين، بل ناجمة عن تأسيس الكلية الانجيلية السورية (الجامعة الأميركية) في ربوعه في سنة 1866. وبالتدريج تحوّل هذا المكان إلى بقعة شبه علمانية، ومقصداً للأثرياء الفلسطينيين الذين تقاطروا على بيروت في سنة 1948، وللبرجوازية السورية التي نزحت بأموالها إلى لبنان في سنتي 1955 و 1957، وما برحت على ديدنها حتى اليوم. آنذاك كان شارع الحمراء لا يزال يُدعى «جرن الدب».
في هذا المكان بالتحديد تعرف الناس إلى جورج الزعني، وإلى مطعم «سماغلرز إن» الذي حوّله جورج الزعني إلى غاليري للفن التشكيلي، وفجّره إرهابيو ذلك الزمان. أما شغفه بهذا الفن فكانغرامه الدائم على الرغم من التحولات الهائلة التي طرأت على بيروت جراء الحرب الأهلية المديدة، والتي جعلت الفن التشكيلي مهنة زائدة، لكن لا بد منها، فما إن عاد من لندن بعد وقف الحرب حتى بادر إلى افتتاح صالة أليسار في شارع بلس، ثم أقفلها مثلما أقفل «سماغلرز إن».
واخيرا ألقت نيلي الزعني كلمة شكر باسم عائلة المكرم. بعد ذلك سلم محافظ بيروت القاضي شبيب مقلد درعاً تقديرية الى الفنان المكرم.

سيرة جورج الياس الزعني

ولد في بيروت في 23/9/1942. درس في «الانترناشيونال كولدج» سنة 1956 ثم في مدرسة الشويفات حيث حاز البكالوريا سنة 1960. نال البكالوريوس في الآداب من كلية هايكازيان سنة 1963، ثم الماجستير من الجامعة الأميركية سنة 1970 ثم الدكتوراه من السوربون في سنة 1972.
يتقن الإنكليزية والفرنسية والإيطالية.
عمل في التدريس الجامعي في كل من جامعة هايكازيان والجامعة الأميركية (1972- 1980) وفي جامعة أثينا (1987).
رئيس قسم اللغات في الانترناشيونال كولدج – لندن من 1990 حتى 1995.
أسس جمعية المكحول للفنون والحرف سنة 1978، ونظم ثلاثة مهرجانات في شارع المكحول في السنوات 1978 و1979 و1980.
عين مستشاراً لوزير السياحة وليد جنبلاط سنة 1985.
رئيس الرابطة الثقافية في لندن سنة 1988.
ترأس مهرجانات بيت الدين في سنة 1985 ومهرجانات دير القمر في السنة نفسها.
من معارضه وكتبه
أقام عدداً كبيراً من المعارض الفنية، منها: « لبنان: طوابع وأحداث» (1983)، «الجنوب: أرض وناس» (1984)، «صيدا عبر الزمان» (1985)، «صور من بيروت» (لندن 1988)، « قانا… كي لا ننسى» (1998)، «المعلقات» (1998)، «سيرة الليرة – مصرف لبنان» – (1999)، «الاستقلال» (1999)، «التحرير» (2001)….كذلك أصدر عدداً من الكتب الفنية، منها: «لبنان طوابع وأحداث» (1983)، «لبنان أرض وناس» (1984)، «صيدا عبر العصور» (1985)، «رمضان مبارك» (2008)، «اجتمعنا من أجل الإنسان» ـ الإمام موسى الصدر» (2009)، «رجل لكل الفصول» (2009)،
«نسمات» ـ أنطون سعاده (2012)، «تماثيل لبنان أسماء لوطن» (2013)

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram