رحيل سمراء النيل مديحة يسري يحزن قلوب الملايين في مصر والعالم العربي

الـقـاهـرة – مـيـدو إبـراهـيـم

الليلة لن تمرّ كغيرها من الليالي على أبناء القاهرة، فالصلوت تضاعفت والقلوب حزينة والعيون تبكي على رحيل اسطورة من أساطير الفن في الزمن الجميل سمراء النيل، صاحبة العيون الساحرة التي تغنى بجمالها عمالقة الفن في تاريخ السينما المصرية…مديحة يسري رحلت بعد صراع طويل مع المرض في مستشفى القوات المسحلة بالمعادي، ومن المقرر أن يتم تشييع جثمان الفنانة  ظهر يوم الأربعاء من مسجد السيدة نفيسة بمصر القديمة إلى مقابر الأسرة، على أن تتلقى أسرتها العزاء يوم السبت المقبل بمسجد الحامدية الشاذلية.

حالة من الحزن الشديد أصابت محبيّ سمراء الشاشة ونجوم الوسط الفني والشارع المصري،  كما أإنهارات الفنانة نبيلة عبيد بعد علمها بالخبر وتوجهت على الفور إلى المستشفى لتوضح علاقتها الوطيدة مع الراحلة التي كانت تلقبها ب “ماما مديحة “.

يذكر أن هنومة حبيب خليل علي التي إشتهرت بإسمها الفني “مديحة يسري ” فى القاهرة  فى 3 ديسمبر 1921. الفنانة مديحة من مواليد 3 ديسمبر 1921 و تزوجت أربع مرات، ثلاث منها كانت من الوسط الفني، الزواج الأول من المطرب والملحن محمد أمين، وأثمر زواجهما عن تأسيس شركة إنتاج سينمائي أنتجت خلال سنوات زواجهما الأربع أفلاماً مثل «أحلام الحب» و«غرام بدوية»، و«الجنس اللطيف».

بعد انفصالهما تزوجت مديحة يسري من الفنان أحمد سالم عام 1946، ولكنها زيجة لم تستمر طويلاً، وبعد أن إنفصلا تزوجت من الفنان محمد فوزي، الذي دعمته في تأسييس شركة الأسطوانات الخاصة به، وأثمر زواجهما عن ابنهما عمرو الذي توفي في حادث سيارة.

أما آخر أزواجها، فكان من الشيخ إبراهيم سلامة الراضي، الوحيد الذي لم يخونها كما سبق وصرحت في مقابلاتها.

وكان أول ظهور لها مع الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم ” ممنوع الحب” عام 1940، وفي رصيدها أكثر من 90 فيلماً  وعدد من المسلسلات نذكر منها: مسلسل هوانم غاردن سيتي (1997) ومسلسل “قلبي يناديك” (2004)، ومن أفلامها : “آه من الرجالة ” “دموع الفرح” “العريس يصل غداً “، “بنات حواء”،  “خطيب ماما”،”الاعتراف” ،”الساحرة الصغيرة”، “الرقص مع الشيطان” و “الإرهابي” و “الفرح”.

إشتهرت سمراء النيل بجمالها وبمحبة الناس لها وإعتزلت الفن في العام 2012، وقد إختيرت من بين أجمل عشر نساء في العالم في حقبة الأربعينات، وتمّ إختيارها عضواً بمجلس الشورى المصري -الذي لم يعد قائما بالوقت الراهن – في أواخر تسعينيات القرن العشرين، وحازت الراحلة على تكريمات عديدة في المهرجانات المصرية والعربية ومنحتها أكاديمية الفنون الدكتوراه الفخرية في 2017.

رحم الله سمراء النيل وأسكنها فسيح جنانها، وألهم  أسرتها ومحبينها في مصر والعالم العربي الصبر والسلوان.