خاص – الإجماع على إبداع القديرة رندة كعدي يطرح الكثير من التساؤلات… و”مارتا” تستحق جائزة عن كلّ مشهد في “ومشيت”

بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن

الإحساس بغصّة قلب أم الشهيد الذي مات لأجل الوطن، مات لأجل حماية سلامة أبناء هذا الوطن، لا تشعر بها حقيقة سوى أمّ الشهيد نفسها، لكن هي تتخطّى كلّ التوقعات في تمثيلها، تسقيك الوجع والألم بأدائها وتجعلك تذرف الدموع بالرغم من إدراكك بأنّك أمام مشهد تمثيلي فقط…رندة كعدي عذراً لأنّ أيّ كلمة نصفك بها لن تفيك حقك، عذراً لأننا مهما قلنا ستبقى كلماتنا مجرّدة من إحساسك المرهف، فأنت كسرت كلّ الحواجز وعجزت الحروف عن التماسك لكتابة كلمة تفي شخصية مارتا حقها في مسلسل “ومشيت”.

إجماع الإعلام والصحافة ونجوم الفن على إبداعك في ما كتبوه على صفحاتهم الخاصة أو في مقالاتهم يبقى قليلاً، وعشق المشاهدين لشخصية مارتا وتعاطفهم مع الأمّ المفجوعة التي فقدت إبنها ولكنه يعيش معها في كلّ لحظة، بالرغم من أنّها على يقين في قرارة نفسها أنّه فعلاً إستشهد.

نوبات بكاء وصراخ مارتا، فنجان قهوة الصباح والحديث مع صورة شهيدها طوني، حديثها مع الناس عن إنتظارشهيدها لها في المنزل، وعن ما ستطهو له من طعام، تعاطفها مع الأطفال اليتامى، غليانها ولوم الآخرين على موت إبنها حيناً والإعتذار منهم أحياناً… مارتا أنست المشاهد بأنّ رندة كعدي تمثّل شخصية، فهي وصلت إلى حدّ التصوّف والإنصهار بالدور لأقصى درجات الإبداع.

رندة كعدي العاصفة والنسمة في آن، عاصفة تقتلع بإبداعها كلّ شوائب أيّ عمل والنسمة التي تلطف بوجودها المسلسل برقيّ أخلاقها و تميّز وسمو أدائها .

رندة كعدي بالرغم من كلّ المقالات وكلّ الاراء من النجوم وأهل الصحافة، وبرأيّ شخصيّ متواضع أتساءل، هل المنتجين والمخرجين لا يرون بعين المشاهد؟! لماذا لم نراك سوى بعمل واحد في رمضان، ولماذا على المشاهد أن يدفع ثمن “حرب النجوم”، ويحرم من ممثلة مبدعة لم تأخذ حقها لتمتع المشاهدين بإبداعها…سؤال طرحته وأطرحه شخصياً وسمعته من الكثيرين، وتبقى الإجابة عنه مستترة…

أخيراً نتوجه بخالص الشكر للأخوين فادي وزاهي حلو وللجنة الموركس دور التي كرّمت الجمهور بتكريمك في دورتها الـ 18 بمنحك جائزة مستحقة… وفي مسلسل “ومشيت” وبالإجماع الذي لمسناه على إبداعك في “مارتا”، أنت تستحقين جائزة عن كلّ مشهد وليس عن كلّ دور يا “ست رندة”.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram