الصحافية ندى عماد خليل لموقعنا: أنا نسخة طبق الأصل عن والدي وسأعود إلى التمثيل جديّاً وأخبّىء العديد من المفاجآت الفنية
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
ترعرعت بين أروقة المكاتب الصحفية، حيث كانت ترافق والدها رسام الكاريكاتور ملحم عماد إلى جميع الصحف التي كان يرتادها ويفجر على صفحاتها فنه الراقي، فعشقت رائحة الورق وتلطخت يداها بالوان الحبر منذ طفولتها، لتهيم عشقاً بالكتابة وبالإعلام في مجالاته كافة…هي صحافية لا يعرف معها القارىء الملل، بل يقرأ بنهم ويستمتع بقراءة ما تكتبه من بداية نصّها إلى نهايته…ندى عماد خليل إسم إرتبط بنجاح مجلة نادين مع مرور السنوات، هذا ما يعرفه معظم الناس والقرّاء عنها، ولكن من يتعرّف إلى ندى عن كثب يلمس شغف الطالب وحبّ العاشق وهيام الأمّ بطفلها بصورة مختلفة، فهي تملك شغفاً بمهنتها التي تحبّها وتعشقها بالرغم من متاهاتها ومشاكلها.
في حديث خاص لموقعنا تعرّفنا إلى الفتاة التي إنطلقت بعمر السادسة عشرة في أولى تجاربها الصحفية، فأبدعت وتميّزت في مجال مهنة البحث عن المتاعب.
وتخبرنا ندى التي لم أتحدث إليها يوماً إلا ووجدتها مبتسمة، فهي تحاول إخفاء متاعب المهنة ومشاكل الحياة بإبتسامة محببة إلى القلب، إن أوّل موضوع كتبته في الصحافة كان “تغطية” شاملة حول متحف جبران خليل جبران الى جانب إجرائها مقابلة
مع المسؤول عن المتحف، وإنّها لقيت آنذاك التشجيع والدعم من والدها رحمه الله.
وأضافت أنّها شغلت مناصب مختلفة وعملت في مجلات وصحف عديدة منها أقفلت أبوابها ومنها لا تزال تصدر حتّى الآن، كما خاضت تجربة التمثيل على المسرح مع الفنانين نبيه أبو الحسن وإبراهيم مرعشلي ومن خلال بعض الأعمال التلفزيونية من إنتاج تلفزيون لبنان. وخلال فترة دراستها الحقوق وبعدها عملت في مكتب محامي الدولة رفيق غانم، لتعود مجدداً إلى مكانها المفضّل في الصحافة لتعمل في مجلة نادين حيث تشعر بالراحة والمتعة في العمل تحت جناح نقيب الصحافة عوني الكعكي .
وتابعت إنّها إلى جانب عملها في المجلة تعمل بالمحطة اللبنانية “otv” بإعداد البرامج وتنشر مواضيعاً في موقع التيار الوطني الحر.
وحين تحدثت إليها عن مدى تأثرها بوالدها ملحم عماد الذي أثرى فن رسم الكاريكاتور بأعماله، أشارت إلى أنّ رحيل والدها ترك أثراً كبيراً في نفسها.
وواصلت الحديث: “يقولون أنني نسخة طبق الأصل من والدي وكانت خياراتنا متشابهة، وكما ذكرت في الحفل الذي أقيم تكريماً لوالدي في الحازمية وكما تقولين أنّ المبدع يظلّ خالداً، بالرغم من أنني صرّحت أيضاً في الحفل أنّ الدولة أهملت تكريمه وكالعادة وطننا لا يولي الإهتمام اللازم للمبدعين ولكن أولادهم يقومون بذلك” .
أما عن تكريم والدها في 15 آذار الماضي من قبل رئيس بلدية الحازمية جان الياس الاسمر، فقالت أنّ رئيس البلدية تواصل مع العائلة وأراد تكريم والدها وكان يفكر في تقديم تذكاراً للتكريم، ولكنّه فضّل أن يقدّم كتاباً لتكريم محلم عماد، لانّ التذكار سيُقدّم فقط لعماد في حين الكتاب سيُقدّم له وفي الوقت نفسه منه لمحبيه وللجيل الجديد ليتعرف الى ريشته أكثر. وقد حضر الإحتفال نخبة من أهل الصحافة ووجوه إجتماعية وثقافية وفنية وعدد من المقربين، ووقعت ندى حينها على نسخ الكتاب للحضور.
وعن رأيها بالصحافه الفنية بشكل عام، أعربت أنّه بالمجمل هناك نوع من الإنحطاط اللامعقول في هذا المجال، بالرغم من وجود بعض الاعمال الرائعة التي ترفع لها القبعة، وتمنت أن تكون هذه الفترة مجرّد مرحلة مؤقتة، لينهض الفن من جديد.
وفيما يتعلّق بإستمرارية الصحافة الورقية وتحديداً مجلة نادين، أعربت أنّها تؤمن باستمرارية المجلة، لأنّها حتّى يومنا هذا تملك المجلة نسبة متابعة عالية، أما عن الصحافة الورقية فلفتت إلى أنّها في طريقها إلى الزوال، وأنّ الجيل الجديد يتّجه نحو الصحافة الإلكترونية ومواقع التواصل الإجتماعي.
وحول إيمانها بوجود صداقة بين الفنان والصحافي، أجابت أنّها تؤمن بالصداقة المطلقة بينهما، في حال وضعا المصالح الشخصية جانباً، مشيرة أنّها لديها عدد من الأصدقاء من الوسط الفني، وأنّها تكنّ الإحترام والتقدير للجميع، بالرغم من أنّ الصدف أحياناً تصدمها بأشخاص تكنّ لهم المحبة والإحترام ولكن بعض المواقف تكشف نواح غير لائقة في شخصياتهم بشكل غير متوقع، بسبب عدم التوافق على التعاون معا في عمل ما، علماً أنها لم تستغلّ موقعها في الصحافة يوماً في خلافات شخصية بل على العكس تشيد بأي عمل ناجح وإن كانت على خلاف مع من يقدّمه.
طموحات ندى لا حدود لها، فهي عاشقة لعملها وللتمثيل، وهي تعتبر أنّ لاطالما قلب الإنسان ينبض فهو قادراً على العطاء، وعن أعمالها الجديدة، قالت أنّها أنهت رواية تتألّف من مئتيّ صفحة وستصدر قريباً، موضحة أنّ بعد وفاة والدها غمرها الحزن وتابعت كتابة رواية كانت قد بدأت بخطّ سطورها الأولى، فكان الأمر بالنسبة لها بمثابة العلاج النفسي الذي ساعدها على تخطّي حزنها أو على التعايش مع مصابها الأليم.
وصرّحت أنّها لديها رغبة بالعودة إلى التمثيل بشكل جدّي، وأنّها حوّلت رواية للعميد إميل منذر إلى سيناريو وحوار وتمّ إمضاء العقد مع إيلي معلوف ومن المتوقع أن يبصر النور قريباً ويحمل عنوان “العناق الأخير”. إضافة إلى مسلسل كوميدي يجري العمل عليه والوقت كفيل بإيضاح الرؤية، بدون أن ننسى أنّها شاركت في التمثيل في أعمال عدة للمنتج والمخرج إيلي معلوف منها “كل الحبّ كلّ الغرام” و”شوارع الذل” وغيرها.
أخيراً وعدت ندى محبّي أعمال الراحل ملحم عماد أن تصدر العائلة على التوالي كتباً خاصة بأعماله تكريماً له وتخليداً لذكراه.