خاص – “مثلك ما حدا” ميرفا قمر… الانسانة المتمردة تمزج بين الجمال والموهبة وتكشف عن هوية صديقها وتعترف بأنها لا تؤمن بالمنافسة
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
جمال شرقيّ بارز يميّزها، تخطف قلب جمهور عريض يتابعها بصوت رخيم وإحساس مرهف من خلال أغنيات تختارها بدقة وإتقان…ميرفا قمر نجمة لبنانية تمكّنت في السنوات الأخيرة من حصد نجاحاً لافتاً بعد أن قدّمت أولى أغانيها “مية ضربة ” لتثبت وجودها على الساحة الفنية من خلال “شنشلا” وتترسخ قاعدتها الجماهيرية مؤخراً بأغنية “متلك ما حدا”.
ميرفا قمر التي دعمت موهبتها الفنية بدراسة العود في الكونسرفتوار، والتي عشقت الغناء منذ نعومة أظافرها، كانت نجمة الحفلات والنشاطات في سنوات الدراسة.
وبالرغم من معارضة الأهل، إلا أنّ موهبة ميرفا وجمال صوتها كانا سلاحاً فرضها فنانة يحسب لها ألف حساب على الساحة الفنية، فنانة تخطو خطواتها بثبات وبإصرار وبإدراك، ما عزّز مكانتها على الساحة الفنية وحقّق لها جماهيرية تخطّت بلد الـ ١٠٤٥٢ كلم مربع، من خلال تألّقها بالحفلات في العالم العربي وبلاد الإغتراب.
بعد عودتها من فرنسا حيث أحيت حفلة خاصة للنادي الثقافي العربي حضرها عدد كبير من الجالية اللبنانية والعربية، تتحضّر ميرفا للإحتفال بعيد الأم في الشمال في مستشقى جمعية الخدمات الإجتماعية، حيث ستوزع الهدايا على المريضات والمقيمات، وسيُبث هذا الحدت تليفزيونيًا وإذاعيًا عبر أسرار غروب.
وفي حديث خاص لموقعنا، عبّرت ميرفا عن سعادتها بأصداء كليب وأغنية “مثلك ما حدا” من كلماتها الخاصة، وألحان محمد سعد وتوزيع روجيه خوري، أما الكليب فقد حمل توقيع المخرج أحمد المنجد، لافتة إلى أنّها تحضّر لعمل جديد ستكشف عن تفاصيله في الوقت المناسب.
وقالت أنّ قبل إطلاق الأغنية إنتابها شعور بالخوف والقلق ولكن بعد أن أصدرتها ولمست تفاعل الجمهور ورواد مواقع التواصل، تأكدت من أنّها خطت خطوة ناجحة سمحت لها بتعزيز مكانتها على الساحة الفنية، خصوصاً حين يطلب الجمهور الأغنية خلال حفلاتها.
وعن زيارتها إلى الشمال، قالت ميرفا أنّ الأمّ نبع من العطاء والحنان اللامحدود، ويجب تكريمها في كلّ يوم وليس مع بداية الربيع يوم عيد الأم فقط.
وأضافت : “أجمل كلمة هي الأمّ فالله منحنا هبة الحياة وهي قطعة من السماء نزلت على الأرض، وتكريمها وتقديرها واجب علينا في كلّ لحظة من حياتنا، هي شريان الحياة وأساس المجتمع”.
من جهة أخرى، كشفت لنا صاحبة الإحساس المرهف ميرفا أنّها تلقت عدة عروض تمثيلية، منها لتجسيد حياة فنانة تعرضت للقتل، ومنها لتجسيد حياة فنانات رحلن عن الحياة، ولكنها شخصياً تتشاءم من فكرة تقديم أعمال لفنانات قتلن أم رحلن عن الحياة، لذلك هي بإنتظار الحصول على عرض يناسبها ودوراً يرضي طموحاتها.
وعن المسؤول على إطلالاتها الفنية، أكدت ميرفا على أنّها تختار الفساتين التي تناسب المكان والزمان المتواجدة فيه، بدون أن تتخطّى الخطوط الحمراء والحواجز التي تفرضها على نفسها بحكم تربيتها.
أما بالنسبة للملابس التي إختارت الظهور بها في فيديو كليب “متلك ما حدا”، فقد لفتت إلى أنّها إختارتها بسيطة، لأنها تحرص أن تظهر بصورة مناسبة ولا تفاخر بإرتداء الملابس الثمينة، إحتراماً لشعور الجمهور ولكلّ فتاة لا تملك الإمكانيات المادية لإرتداء ما تراه في الكليب.
وعند سؤالها عن الشخص الذي تعتمد عليه في إختيار الأغنية، قالت أنّها تختار بنفسها ما تراه مناسباً لها وما يعكس شخصيتها.
وتختار ميرفا أغنيتها إنطلاقاً من اللون أو النمط الغنائي الأكثر رواجاً حين تريد إصدار أغنية، فكما أشارت : “عند إختياري أغنية (مية ضربة) كانت ملائمة للون الغنائي السائد في تلك الفترة، وعندما شعرت بأن الأغنيات الهابطة قد سيطرت على الفن، أطلقت أغنية معاكسة، لكي أوصل رسالة إلى العالم عن الفن الجميل وعن القدارت الصوتية التي أملكها وعن مميزات الأغنية التي إخترتها وأطلقت (شنشلا).
أما مؤخراً، فقد حرصت أن أحاكي العصر بإطلاق أغنيتي الجديدة التي أعتبرها سابقة لاوانها من حيث اللحن والكلام البسيط الذي كتبته بنفسي، فقدمتها إلى جمهوري الحبيب كعربون شكر وإمتنان لوفائه، وأحاكي بها الجيل الصاعد من حيث الخفة في الكلام والتعبير عن شعورنا تجاه الغير، ورسالتي إلى كل شخص بأن يكسر الحاجز مع الآخر ويعترف بمكنونات قلبه لمن يحبّ، فما أجمل أن تقول لمن تحبّ (غازلني وقللي بحبك بعشق إسمعها منك)” .
وعن إنطلاقتها الفنية، قالت أنّها واجهت الرفض من قبل عائلتها ومحيطها، ولكن إصرارها وموهبتها وبعد معاناة طويلة تمكنت من أن تصدر أولى أغنياتها “مية ضربة”.
وتعترف الفنانة التي تميزها الجرأة بالحديث والرقيّ بالكلام والصدق بالإجابة، أنّها لم تتأثر فنيا بأيّ مطرب بل تحبّ العمل الجيد.وتملك ميرفا إحساساً مرهفاً وحناناً يعكس شخصيتها، بحيث تحرص أن تستفيد من أوقات الفراغ وكلما سنحت لها الفرصة بتقديم يد العون إلى المسنين وجعلهم يشعرون بالحنان.
من جهة أخرى، أعربت أنّها تحبّ غناء اللون الشعبي والجبلي، لأنّ هذين اللونين يعطيان الكلمة اللبنانية حقها، وبرأيها لا وجود لمنافس للأغنية اللبنانية فكلماتها دائماً الأجمل.
وعن الحبّ في حياة الفنانة الشابة ميرفا، تعتبر أنّ كلام أغنيتها ينطبق على كل إنسان مغروم ويشعر بالحب من كلّ روحه وقلبه تجاه الحبيب.
وأضافت: ” ميرفا قمر تشبه بطبعها إنسانة متمردة على الواقع العربي والواقع الشرقي الذي يؤمن بأن المرأة لا تزال تحت سيطرة الرجل وأداة بين يديه يستخدمها حين يشاء ويفرض تسلّطه عليها كما يحلو له. أنا عنيدة وشرسة بطبعي وأقاتل لرفع راية الحق والمساوات بين الرجل والمرأة. وكذلك أنا أعتبر أنّ الحبّ أجمل شعور في الحياة، ولا يقتصر الحبّ على عشق الحبيب أو الحبيبة ، فحبّ الإنسان لغيره، وحبّ الأم لطفلها، وحبّ الطفل لأبيه، وحبّ الأخ لأخيه، لا يعادله محبة ، الحبّ نعيشه كل يوم مع أهلنا وأخواتنا وأصدقائنا وليس فقط مع من نعشق”.
وعن رأيها بالمنافسة على الساحة الفنية، لا تعترف ميرفا بوجود المنافسة في حياتها، حيث تقول: ” أنا ميرفا قمر، وميرفا تنافس ميرفا فقط، وكون القمر وحده يضيء السماء ليلاً ، فلا يوجد غير قمر واحد ولا منافس له، فأنا ميرفا قمر”. وإختارت ميرفا القيصر كاظم الساهر كأفضل فنان بالنسبة لها، والسيدة فيروز التي لا مثيل لها كأفضل فنانة .
أما أفضل ممثلة برأيها الشخصي، فهي الراحلة فاتن حمامة ، وأفضل ممثل هو الراحل عمر الشريف.
ووقع إختيارها على والدها كصديق مفضّل لديها، وعلى والدتها كأفضل صديقة تشاركها أسرارها ولحظات الفرح والحزن في حياتها.
الثقة التي بدت واضحة في إجابات ميرفا، إتضح مصدرها في إجابتها على سؤال ” لمن تقول ميرفا قمر آسفة؟”، فأجابت: ” لنفسي يوماً ما، عندما أهملتها على حساب الإهتمام بالآخرين .”
وشكرت الفنانة ميرفا قمر جمهورها الحبيب على محبتهم الصادقة، مشيرة إلى أنّها تطمح إلى أن تصل شهرتها إلى العالمية.
هي التي إختارت “الزمن ” لتقول له “الأيام بيننا”، علماً أنّ أكثر ما يخيف ميرفا هوفقدان الأشخاص المقربين الذين تحبهم، أكدت على أنّها لا تتخلى عن تواضعها وعن مسامحتها الغير، كما عن وفائها لمن يستحق.
أخيراً، توجّهت لقرّاء الموقع وقالت : ” كلمتي الأخيرة لكم، هي أمنيتي بأن تتقبلوا إجاباتي على هذه الأسئلة، فهذه الإجابات حقيقة راسخة في وجداني، مع حبي لكم وشكري الجزيل لإدارة الموقع”.