خاص – الممثل الدكتور محمد غنيم لموقعنا: بكيت زكريا بدموعي وكنت جاهلاً بالوضع الامني ولن أتنازل عن لقب الدكتور
بــيــروت – إبـــتــســام غــنــيــم
لمع بعدة أدوار وترك بصمة لدى الجمهور بالرغم من أنّه دخل عالم التمثيل الذي يهواه منذ بضع سنوات، ومع ذلك أصبح القاسم المشترك لعدد من الاعمال الدرامية التي برهن من خلالها أنّه يملك موهبة متفردة وكاريزما في آن.. إنّه الدكتور محمد غنيم الممثل الذي لمع نجمه بعدد من الادوار المتنوعة لانّه ذوّاقاً للتمثيل ويحب الشمولية، معه في القاهرة كان هذا اللقاء الحصري.
* بماذا تحب أن نناديك بالدكتور محمد غنيم أم الفنان محمد غنيم؟
– والله أنا الدكتور محمد غنيم، مهنتي الطبّ وأهوى الفن
* هل يُمكن أن تترك الطب إكراماً للفن كما فعل كثر من النجوم الذين درسوا الطب؟
– مستحيل، الطبّ هو حرفتي وعشقي، لكن منذ طفولتي كنت أهوى التمثيل، وعندما دخلت الجامعة كنت أشارك بكل العروض المسرحية
* لماذا لم تدخل معهد التمثيل ما دمت عاشقاً للفن؟
– أهلي كانوا يريدونني أن أصبح طبيباً، ولا تنسي أنّه قبل سنوات كان حلم مطلق أسرة متوسطة الحال كأسرتي أن يكون إبنهم طبيباً أو مستشاراً أو مهندساً أي المهن النخبوية، وأنا كنت أشعرأنني مُلزماً بأن أحقق حلم والدي بي في أن أُصبح طبيباً، خصوصاً أنّه زرع بداخلي العزيمة والاصالة والكفاح لأجل التفوق، وكلما كنت أنجح بتفوق كنت أشعر بإندفاع أكبر حتى أصبح حلمه حلمي، وما إن دخلت كلية الطب حتى عشقتها، وتخصصت بعلاج الجهاز الهضمي وأمراض الكبد.
* وكيف خطر ببالك بعد طول تلك السنوات العمل بالتمثيل؟
– منذ مراهقتي كنت أحبّ المطالعة، والكتاب لا يفارقني ومطالعاتي متعددة، وفي الجامعة كانت نشاطاتي مع الطلبة بالرحلات والحفلات ناشطة، خصوصاً أنني أملك خامة صوت جيدة ومن هنا أصبحت أقدم حفلات الجامعة، الى أن أُنشئ فريق المسرح، وفي إتحاد الطلبة كنت أدير هذا الفريق إدارياً، إلى أن زارنا ذات يوم مخرجاً وتعجب مني كوني أعمل بإدارة الفرقة فطلب مني أن أقدم أعمالاً تمثيلية تابعة للجامعة بالشق الثقافي، وعندما قدمتها كسبت الجامعة المرتبة الاولى وترشّحنا عن كافة الجامعات ونلت جائزة أفضل ممثل لجامعات مصر في المسرح.
وبعد التخرج من الطبّ طُلبت لعدة أعمال لكنها عبارة عن أدوار ثانوية، وذلك في منتصف الثمانينات حيث النهضة السينمائية حينذاك، لكن فضلت أن أركز على عملي بالطبّ لأنه الحلم الاساسي، ومضيت في عالم الطب الى عام 2009 يعني أكثر من 30 سنة، وكنت حينها قد أصبحت أستاذ دكتور وأصبح أهل الفن يتعالجون عندي، وأصبحت صديقهم المقرب، وعلموا أنني متذوق للفن، وأصبحنا نتناقش دائماً بالسيناريوهات المعروضة عليهم بحكم الصداقة التي تربطنا، وأحياناً أرافقهم الى مواقع التصوير، الى أن كلمني كل من الاستاذين المخرجين محمد علي و كمال منصور، وقالا لي أنّهما يحضران لمسلسل “أهل كايرو” وأنّه يوجد شخصية تليق بي، والدور عبارة عن شخصية محامي تدور في 14 مشهد فقط، وكانت المرة الاولى التي أمثل بها، والعمل برمته كان أول بطولة درامية لرانيا يوسف و أول عمل للمخرج كمال منصور في مجال الدراما.
ومن هنا بدأت الانطلاقة وحقق العمل نجاحاً كبيراً، وحتى بالتيتر الذي غناه الفنان حسين الجسمي فيه لطشة للشخصية التي أجسدها إذ يقول (هنا حرامي قالوا عصامي عامل فيها للشرف حامي)، ما يعني أنني كنت محور الأحداث وكان الدور لطيفاً. وبصراحة صورت كل مشاهدي بيوم واحد وفي مكتبي، وعرض المسلسل وسعادتي بنجاحه لا توصف، الا انني لم آخذ العمل الفني على محمل الجد، وقلت أن هذا المسلسل سيظلّ ذكرى بمكتبتي.
وبعد فترة توالت عليّ الاتصالات ، وعلى رأسهم النجم الراحل خالد صالح الذي مثلت معه “الريان”، وكل النجوم أصدقائي أصبحوا يشجعونني للعمل حتى أصبحت حصيلة أعمالي ست مسلسلات.
* لكن مسلسل “الاسطورة” أطلقك عربياً ودور زكريا كان مميزاً ومليئاً بالمتناقضات لدرجة شعر المشاهد أنك وضعت شيئاً من خصوصياتك بهذا العمل خصوصاً مشهد خيانة الزوجة والخداع ؟
صحيح، دور زكريا لامس أعماقي، ولم أستحضر أي محنة مررت بها بحياتي الشخصية، بل جسدته بأسلوب المحاكاة لبعض المواقف، بل وجسدتها بصورة أبشع، يعني بمشهد القتل تحاورنا كيف يكون القتل فأتفقنا أن يكون خنقاً وبأضعف سلاح للأنثى التي التقطها من الشارع وتزوجتها، وهو الايشارب الذي ترتديه كونه علامة الانوثة، وعلى فكرة الشر لم ينتصر بالمشهد بل أنا نلت جزائي لانني خدعت زوجتي الاولى التي لعبت دورها عايدة رياض، وأقنعتها طوال سنوات أنّها لا تنجب وبالحقيقة كنت أنا الذي لا أنجب ومخدوعاً من زوجتي الثانية السرّية التي كانت حاملاً من غيري ووضعت الطفلة على إسمي.
(ويضيف) جسدت زكريا بمراحلة الاربعة وهي الزوج المحبّ الرومانسي الذي يعشق زوجته الاولى، لكنه بالوقت نفسه يتمنى الذرية فكان أن تزوج وأخفى أنّه انجب بنتاً، ومن بعدها كما ظلم زوجته تظلمه الدنيا فيسجن وهي مرحلة مؤلمة جداً، ولأنه عندما قرر الزواج إختار فتاة سمعتها سيئة وهي مرحلة ثالثة عاشها وكان عقابه أن يُقتل، نهاية زكريا كانت مؤلمة وقاسية للغاية، ومع ذلك عشقته ودموعي كانت حقيقية في كل المشاهد.
* “الاسطورة” إنتقد كثيراً بالرغم من أنني تابعته وأحببته؟
– سأقول لك جملة بعيدة عن مفهوم الدراما بل تتعلق بالعالم، وهي أن البشر كلهم لم يتفقوا على دين واحد فهل تريدين منهم أن يتفقوا على عمل درامي، الناس أذواق وأمزجة، وإختلاف وجهات النظر هو سمات البشر ولولا الاختلاف لما كانت هناك عجلة أعمال تدور.
* بعد نجاح “الاسطورة” ترددت بقبول الادوار؟
– لا أتردد لكنني أتعمد أن أتمعن بكلّ سيناريو يعرض عليّ حتى تلقيت سيناريو مسلسل “وضع أمني”، وسعدت بشخصية الاب الانتهازي إلى أبعد حدود، وأحببت الدور إلى درجة العشق كوني بينّت للناس وجهي اللئيم والشرير، بعد أن كنت الهادئ والرومانسي، لذا كان “وضع أمني” هو النقلة لانني مع الشمولية. صحيح أنني لست محترفاً بالتمثيل لكنني أملك مزاجاً في إختيار وتجسيد الشخصيات، وعندما تُعرض عليّ أدواراً مختلفة وأشعر أنّها سترسخ بذهن الجمهور أقبلها على الفور، تماماً مثل دوري في “رمضان كريم” الذي عُرض هذا العام في رمضان. ومع سمية الخشاب قدمت في “الحلال” دور المحامي القذر وكنت سعيداً، لكن بمنتهى الامانة أنا عشقت دوري لشخصية منصور الغياتي في “وضع أمني” إلى أقصى حدّ لأنّه شخص نذل، والاخراج كان للكبير مجدي أحمد علي، ورشّحني للدور عمرو سعد، ولا أنكر أنني كنت قلقاً من ردة فعل مخرج كبير بقيمة مجدي أحمد علي.
وفي أول يوم تصوير كان لمشهد مباركتي لابنتي التي زوجتها لرجل طاعن بالسن، وهنا قررت أن أبهر المخرج في هذا المشهد، فجلست أرسم شخصية منصور برأسي فإخترت ملابس تليق ببقال فقير مع الطاقية، وعندما إرتديت الثياب وشاهدني المخرج غمرته السعادة، وإتفقت مع الاستاذة الفنانة إنعام سلوسة التي أمثل معها المشهد أن تتيح لي فرصة الارتجال، وما إن بدأنا التصوير وهي تزغرد صرت أرتجل على طريقة عبد الفتاح القصري، يعني جسدت الجاهل الذي يدّعي أنّه مثقفاً وهذا يتطلب جهداً نفسياً، ومع كلمة ستوب قال لي المخرج تعالى يا دكتور علشان أشكرك، وهنا أيقنت أنني نجحت بشهادة المخرج الكبير.
* ماذا عن زملائك في الطب؟
– الاغلبية سعداء لانني أقدم شيئاً مختلفاً وأنا في تلك المرحلة من عمري ومن قلبي، وهم كلهم مثقفون وأحب إنتقاداتهم وملاحظاتهم.
* ماذا ينادونك في مواقع التصوير؟
– دكتور محمد غنيم وأنا فخور بهذا اللقب أي الدكتور ولن أتنازل عنه.
*ماذا عن أولادك؟
– إبني الكبير أحمد ذواق جداً، ولن أفرض عليه أن يعمل الا المهنة التي يحبها.