أنظروا كيف قارن الكاتب رامي الأحمدية الليل بالحياة في أفكار لا تنام !
بقلم الكاتب رامـي الأحـمـديـة (أفكار لا تنام)
بينما كنت جالساً في ليلة ظلماء على شرفة منزل يقع في قرية شبه مهجورة خلد قاطنوها الى النوم في وقتٍ مبكر، رحت أحدق في السماء مستجدياً
ولو ومضة خافتة من القمر الذي خرق طيات الغيوم التي حجبت نوره عن الكائنات والجماد، مما زاد شعوري بالوحدة والعزلة اللتين لم تقطعهما سوى أصوات الضباع الآتية من الوادي المجاور، وكأن تلك الوحوش تنتظر اللحظة المناسبة لافتراسي والانقضاض عليّ. وأملي الوحيد الذي تمسكت به في تلك اللحظة، أن ينجلي الليل ويطلع النهار فتفيض الشمس بنورها على المعمورة وتدبّ الحياة في كل ما من حولي من كائنات حية، لتسير بنا عجلة الزمن نحو المصير المنتظر.
دفعتني فوضى أفكاري في تلك الليلة إلى مقارنة الليل الدامس وتشبيهه بالمواقف السيئة التي نمر بها في الحياة، أكانت على الصعيد النفسي أو العاطفي أو حتى الاجتماعي، وضوء القمر الذي إنحجب في تلك الليلة كان أشبه بالأمل الذي يختفي حيناً ويظهر ساطعاً حيناً آخر. أما الضباع فكانت أشبه ببعض الناس الذين يحاولون تحطيم أحلامنا وحجزنا داخل جدران الخوف، وما بزوغ الشمس سوى النهوض من جديد والمضي قدماً بإيجابية في الحياة. نهضت عن الكرسي الخشبي الذي احتضنني أثناء ترحالي في بيداء أفكاري اللامتناهية، لأجد قربي كوباً من الماء رويت بها عطشي، فأيقنت أن بعد الشقاء يأتي الرخاء، وبعد الضيق يأتي الفرج، كما علمت بأن الأمل هو أول الحلول إذا ما تناوبت علينا المحن، وأن أمام الصبر تزول المصاعب، فلا حياة بدون أمل، ولا بد للصبر أن يكون مفتاح الفرج.