خاص- ليليان نمري لموقعنا: “عزيزي المشاهد” يدخل الفرحة إلى قلوب الناس ووضع الفنان ميؤوس منه في وطن لا قيمة فيه للإنسان
بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن
أحلامها خياليّة و طموحاتها كبيرة، عشقها للفن يجري في عروقها حتّى قبل أن تبصر عينيها النور، فهي إبنة ممثلين قديرين عبدو نمري (شرنو) وعلياء نمري، وورثت عنهما خفّة الظلّ و الروح المرحة ودماثة الأخلاق والرقيّ في التعامل مع الناس…إنّها الساحرة الكوميدية ليليان نمري، نعم فمن يشاهد هذه الممثلة تخطف قلبه بتواضعها وخفة ظلها ويذهل ببراعتها في رسم البسمة على وجوه الناس، خاصة في ظلّ مرحلة دقيقة يمرّ بها الوطن.
براعة في الأداء وسحر في جذب المشاهد إلى أيّ عمل تقدّمه، على المسرح أو في السينما أو على شاشة التلفاز، منحها لقب “ملكة الكوميديا ” كما يحبّ عشّاق فنها أن ينادوها، لأنّ الأعمال الكوميدية التي تقدمها “ليلو” بعيدة عن الإبتزال ووجودها في أيّ عمل يعتبر قيمة مضافة ويعزّز فرص نجاحه.
آراء ومواقف ليليان صريحة ووطنية، وهي لا تنتقد أيّ موضوع سوى بطريقة بنّاءة، بالرغم من أنّه يخيّل لك أنّها تعيش في المدينة الفاضلة وأحلامها خيالية ومستحيلة.
وفي حديث خاص مع الممثلة ليليان نمري أكّدت أنّ الدراما اللبنانية تشهد تحسّناً لافتاَ وقد ظهر ذلك في الأعمال التي عرضت في شهر رمضان الكريم. وتوجّهت “ليلو” بالشكر لشركات الإنتاج كافة، معتبرةً أنّها فعلت المستحيل، بالرغم من الظروف الصعبة على كافة المستويات وخصوصاً الإقتصادي سواء في لبنان وغيره في لبنان أو في العالم العربيً. وتمنت أن تكون الدراما اللبنانية قريبة لواقعنا ومجتمعنا أكثر.
وعند سؤالها عن وضع الفنان في لبنان وعن معاناتها عندما مرضت والدتها، أجابت : “أنا لم أعاني سوى من حزني عليها فكانت أوجاعها اكبر من وطن”، لافتة إلى أنّ وضع أغلبية الفنانين في لبنان “حدث ولا حرج” والسبب يعود إلى أنّ المحسوبيات والصداقات تسيطر على الساحة الفنية، فهناك أكثر من ألف ممثل لم يشاركوا بأعمال كثيرة منذ سنوات، مبدية عدم معرفتها على من تقع المسؤولية في هذا الشأن.
وعن دور الدولة والنقابات في تحسين وضع الممثل اللبناني، قالت أنّها مع الأسف لا تتأمل أن يُقدم أحداً على أيّ خطوة فعلية في هذا الشأن، مشيرة إلى أنّ الوضع لن يتغيّر. و أضافت: “وضعنا ميؤوس منه منذ عدة سنوات، ولا أحبّ أن أدخل في التفاصيل.
وأعربت الساحرة الكوميدية عن سعادتها الكبيرة في الاضاءة على فنانين لهم باع طويل في التمثيل خلال الموسم الرمضاني. وتمنت أن يُقدَّر الجميع لأنّ أشخاص كثيرين يستحقون التقدير. ولفتت إلى أنّها ترى أنّ كل نجمة أو نجم له وقته وآوانه،مشيرة إلى أنّ هذه السنة كانت بلا أدنى شكّ من نصيب الممثلة نادين نسيب نجيم والممثل تيم حسن في مسلسل “الهيبة”.
كما نوّهت بأداء عدة ممثلين ونجوم أبدعوا بنظرها في أدوارهم خلال الموسم الرمضاني ومنهم : يوسف حداد وعبده شاهين و باتريك مبارك ورودني الحداد. وفيما يخصّ النتائج التي أصدرتها شركات الإحصاءات في السباق الرمضاني، قالت أنّ هناك شركات صادقة، وتمنت التوفيق للجميع. وعن رأيها بنتائج جوائز مهرجانات التكريم هذا العام، إكتفت بالقول: “الله يعطيهم العافية”.
وأشارت إلى أنّ كل زمان ومكان وكلّ جيل له مسرح يشبهه، معتبرة أنّها تؤيّد المسرح الكوميدي الهادف البعيد عن الإبتزال وعن إنقراض المونولوج ، قالت إنّ زمن المونولوج إنقرض بسبب البرامج السياسية والناس ملّت من السياسة والبرامج السياسية. المونولوج كان منبراً ساخراً ” فشّة خلق”، أمّا الستاند آب أصبح سهلاً وخفيفاً ووقته قصير، فالناس باتوا يعيشون لحظة بلحظة في عصر السرعة وملّت المسرح الطويل.
و حين عاتبناها بأنّها تبخل على جمهورها بمشاركتها بالأعمال السينمائية، أكّدت “ليلو” أنّ الاعمال السينمائية قليلة في لبنان مع الأسف، وآخر مشاركة لها كانت في فيلم “بينغو” العام الماضي الذي نال إعجاب الجمهور بشكل لافت. وأضافت أنّها شاركت حتى الآن في سبعة افلام لبنانية، لافتة إلى أنّ كل ممثل له خط معين وأنّها تعمد دائماً لإختيارالافضل .
“عزيزي المشاهد”، هو البرنامج الجديد الذي ستقدّمه “ليلو” على شاشة ” الجديد” مساء كلّ يوم جمعة عند التاسعة والنصف والذي سينطلق عرضه في الرابع من شهر آب/أغسطس، وعرّفت عنه بـأنّه: “برنامج إنساني، إجتماعي ترفيهي، طريف وقريب من الناس وهو فكرة وإخراج نضال بكاسيني. كما أنّه عفوي ويعتمد على الإرتجال ويتخلل البرنامج عدة فقرات وتقارير، ويضمّ فريق عمل كبير. أتمنى من قلبي أن ينال إعجاب الجمهور، فرسالتنا إدخال الفرحة إلى قلوب الناس خلال أشهر الصيف وأوائل الخريف إنشالله “. وكشفت لنا أنّ ضيفة الحلقة الأولى منه هي الفنانة الجميلة ليال عبود.
أمّا عن رأيها بالساحة الإعلامية الفنية المكتظة والمليئة بالدخلاء على المهنة، إعتبرت أنّ الايام ستغربل وتثبت من هم الدخلاء ومن هم الإعلاميين أو الصحفيين الحقيقيين.
ولأنّ الساحرة الكوميدية لديها الكثير من الأحلام والآمال و تملك عصاً سحريةً، قالت “أكثرية أحلامي أصبحت من الماضي وكبرت وأتمنى أن أقدم أعمالاً مهمة على المسرح وعلى الشاشة، إن سنحوا لي الفرصة. وحلمي أن أكمل مسيرة أمي وألعب أدوار الام ” و أضافت أنّها بالعصا السحرية، تردي أن تبني بيتاً قرب الشاطىء وتُنشىء مدرسةً لتعليم التربية ولغة التسامح لكلّ الاجيال القادمة وستحاكم كل من تسبّب بجروح لوطنها.
وعن تقييمها لوضع الدولة في لبنان، قالت:” لا أعرف ما هو وضع الدولة، ولكن كل شيء أعرفه أنّ المواطن في هذا البلد لا يشعر أنّه إنسان محترم، أكان عجوزاً أو طفلاً أو لديه حالة صحية خاصة.
وختمت” لا قيمة للإنسان في وطني، كم أحلم أن لا يموت أيّ مريض على باب المستشفى بسبب عدم إمكانيته دفع المبلغ المطلوب للدخول، ولكنني متأملة أنّ ينتفض وطني قريباً، من كلّ الفساد والاهمال بحق الإنسان”.
أخيراً، وطننا يحتاج إلى أمثال الساحرة الكوميدية ليليان نمري لكي يرتقي الفن الكوميدي في لبنان ويقدّم رسالة هادفة بعيدة عن الإبتزال كتلك التي تقدّمها هذه الممثلة القديرة، على أمل أن تتحقق أحلامها وينتفض وطننا ويزيل عنه غبار الفاسدين والمخربين وكلّ من يشوّه صورة بلاد الأرز.