خاص – رندة كعدي لموقعنا: وجهي باسبور نجاحي و”ثمينة” تعرف ماذا يريد طارق سويد ونقلت تقنيات المسرح إلى الشاشة
بيروت – ريم شاهين
إبداعها ليس بجديد، هي إبنة عائلة فنية عشقت الفن منذ نعومة أظافرها، وإنطلقت تبدع منذ أن كانت طالبة، وبالرغم من أنّ “سنبلة الحب” الممثلة المحترفة رندة كعدي أشرقت عليها شمس التميّز بأعمال عدة، إلاّ أنّ بريق نجوميتها لم يشعّ ولم تتهافت وسائل الإعلام لتغمرها بمحبتها، سوى خلال هذا الموسم الرمضاني، بعد أن تألّقت وأبهرت المشاهدين في بيوتهم في ثلاثة أدوار مختلفة ومتميّزة.
المشاهدون و روّاد مواقع التواصل أثنوا على تألّق هذه الممثلة القديرة التي تستخدم كلّ طاقاتها وأدواتها التمثيلية بشغف في كلّ دور تؤديه، هي التي تجعل المشاهد يعيش معها ويشعر معها ويتعاطف مع الشخصية التي تلعب دورها.
إحتراف في الأداء ومهارة في توصيل الرسالة ومشاعر ممزوجة بالحزن والأسى تارة، وبإبتسامة تخفي القلق والهمّ طوراُ. وقبل أن نشاهدها معنّفة، ظهر الخوف على تعابير وجهها وحبست دموع الندم في عينيها. رندة كعدي إمرأة نسيَ كلّ من شاهدها أنّها ممثلة بل أمّ بثلاثة شخصيات مختلفة تألّقت بتجسيدها.
رندة كعدي من الممثلات اللواتي ترفع لهنّ القبعة، فهي قد تكون الممثلة اللبنانية الوحيدة ومن القلائل في العالم العربي، اللواتي يوظّفن وجوههن في خدمة الدور، إذ أنّها لم تسقط في فخّ التجميل بل إحتفظت بشخصيتها و جعلت من وجهها باسبور نجاحها، خصوصاً في الأدوار التي تفرض فيها حبكة النصّ العودة إلى حقبات تاريخية تختلف شكلاً ومضموناً عن الواقع الحالي.
واليوم نودّع الشهر الفضيل ونستقبل عيد الفطر المبارك، وبالتالي نشارف على نهايات المسلسلات الرمضانية التي غصّت بها الشاشات المحلية والعربية، وما سيفتقده الجمهور وجوه نجوم إعتاد على التعاطف مع شخصياتهم أو كرههم، ولا شكّ أنّ الممثلة رندة كعدي وبإجماع الجمهور وأهل الإعلام والصحافة كانت النجمة الملكة في الشهر الفضيل.
وفي حوار شيّق وممتع خصّت به موقعنا ، لمسنا تواضع وإيمان هذه الأمّ المثالية في الحياة الواقعية تماماً كما إعتدنا رؤيتها على الشاشة، هي التي جسّدت خلال الشهر الفضيل ثلاثة أدوار لعبت فيها دورالأمّ بثلاث شخصيات مختلفة .
“ثمينة” وهي الأمّ التي عانت من ظلم الباشاوات وقدّمت مزيج من الأحاسيس إنعكس في تعابير وجهها، فخطفت قلوب المشاهدين وجعلت عيونهم تدمع في منازلهم. هي التي جسّدت بأسلوبها في نصّ الكاتب المبدع طارق سويد دور الممثلة القديرة الراحلة أمينة رزق في فيلم “دعاء الكروان” لعميد الأدب العربي طه حسين، الذي إستوحى منه سويد قصة مسلسل “أدهم بيك” والذي عرض على شاشة الMTV .
“ثمينة” تخطّت كلّ المقاييس، تلوّنت في مشاعرها وكانت قيمة مضافة للمسلسل بدور ثانوي، توّجها بطلة بكلّ موضوعية وبتحيّز شخصي لممثلة إستحقت بجدارة منذ أعوام عدة الإلتفات لموهبتها الفذة وقيمتها الفنية وقدراتها التمثيلية الخارقة.
وفي مسلسل “لآخر نفس” على شاشة الMTV ، من كتابة كارين رزق الله، ظهرت الممثلة رندة كعدي بدور “بريجيت”، أمّ لثلاثة فتيات لكلّ منهن قصة، فإنصهرت في الدور وإنغمست في طيّاته، فهي في الواقع أمّ لإبنتين ترعى شؤونهما كما كانت منغمسة في رعاية ثلاث فتيات في المسلسل.
“بريجيت” أطلقت صرخة كلّ أم تريد الأفضل لبناتها، وجعلت كلّ فتاة تشعر وكأنّها أمّها. وفي حلقة آخر يوم من الشهر الفضيل، و في المشهد الذي تصارح فيه كارين رزق الله”هازار” والدتها “بريجيت” بحبها لبديع أبو شقرا “غسّان”، جعلت “بريجيت” كلّ أمّ تشعر بغصّة في قلبها بتعابير وجهها وإحساسها المرهف، تشعر وكأنّ التضحيات التي بذلتها لتربّي بناتها بأفضل طريقة كانت أشبه بالحبر على الورق، فلكلّ واحدة منهنّ مشكلة، خصوصاً حين قالت لهازار أنّ إسمها وحياتها لم تعد ملكاً لها حين أصبحت هذه الأخيرة أمّاً.
أما في مسلسل “وين كنتي” بجزئه الثاني الذي عرض على شاشة الLBC، لبست رندة كعدي رداء الأمّ المعنّفة التي تعاني من إضطهاد زوجها لها ولأولادها وتعنيفهم، والتي ضحّت بكلّ إمكانياتها لدعم أولادها ولتأمين لهم الأمان والراحة خاصة بعد قتل إبنها الكبير لزوجها ووفاته، فوظّفت كلّ إمكانياتها لدعم إبنتها وإبنها الأصغر. كما أنّها لم تعطي فرصة لنفسها لإختبارحياة جديدة مع طبيب يلاطفها، لكي لا تشعر بأيّ تقصير تجاه أولادها.
وخلال حديثنا مع النجمة الملكة، أكّدت لموقعنا عند سؤالها عن عدم تسليط الإعلام الضوء عليها بالشكل المناسب، أنّها تؤمن بأنّ لا بدّ للشمس أن تشرق مهما تلبدت الغيوم، وأنّه لربما مصادفة إطلالتها بمسلسلين على شاشة الMTV، الأوّل تراجيدي”أدهم بيك” والثاني”لآخر نفس” مزيج من التراجيديا والكوميديا الذي لعبت الدور فيه إلى جانب الممثل القدير غبريال يمين، الأستاذ في التمثيل كما وصفته.
وأضافت أنّها أدّت دور الأمّ في المسلسلين بطريقة وأسلوب مختلف، مشيرة إلى أنّها إعتادت أن تمثّل دور الأمّ الحزينة ولكن في “أدهم بيك” ولأنّ الكاتب هو طارق سويد التي تعرف كتاباته و تعرف ماذا يريد من الممثل، إستطاعت أن تنغمس بالشخصية وإستخدمت تقنيتين من تقنيات المسرح لأداء الدور. وإعتبرت أنّ المشاهد إستطاع مقاربة الدورين، فإكتشف أنّه لم يتغير إسمها وشكلها فقط بل طريقة أدائها لكلّ دور، لافتة إلى أنّها خريجة معهد الفنون ولا يحقّ لها أن تجسّد أيّ شخصية بدون أن ترسم هويتها، وهذا ما إعتمدته منذ أدوارها الأولى. وتابعت بالقول أنّ لكلّ شخصية هوية يجب دراستها، بدءاً من خلفيتها وماذا تحبّ وكيف يجب أن تتصرف وما البيئة التي تحيطها…وغيرذلك، وذلك بهدف إعطاها حقها وتقديمها للجمهور بالطريقة الأمثل.
وأسفت لمعاناة الممثل الذي لا يملك أي باسبور عبور كغيره من النجوم سوى قدراته التمثيلية، مشددة على أنّه لكلّ ممثل محترف يوم تسلّط فيه الشمس أشعتها الذهبية عليه.
وتقول الممثلة رندى كعدي، التي تذهلك بتواضعها بالرغم من أنّ لديها مسيرة غنيّة بالأعمال الفنية وبأدوار متنوعة جسدتها سواء على خشبة المسرح أو من خلال الشاشة الفضية أو من خلال الشاشة العملاقة، بأنّها “عاشقة المسرح” وحين تغيب عن خشبة المسرح تمتزج بداخلها المشاعر وتنضح بإمكانيات هائلة تجعلها متشوّقة لتصعد على خشبة المسرح من جديد.
وأعربت عن إمتنانها لعطايا الله، الذي منحها فرصة الصعود على خشبة المسرح مرتين خلال هذه السنة، بعمل للمخرجة لينا أبيض ومن كتابة جومانا حداد بعنوان “القفص” وجسّدت فيه دور الإمرأة العانس أو من تسمى “بالعانس” أي الإمرأة العزباء، لافتة أنّها بذلت كلّ طاقاتها لتقدّم دورها بأسلوب رافض لهذه التسمية التي إرتبطت بإسم المرأة العزباء. و أضافت أنّ المسرح صرح كبير يمكن من خلاله إطلاق الصرخات الرافضة أو إبتهالات الشكر أو طلب النِّعَم.
أما العمل المسرحي الثاني ” الصوت البشري – La voix humaine” ، فهو نصّ للكاتب الفرنسي جان كوكتو وترجمته وأخرجته لينا أبيض، وجسّت فيه رندة دور المرأة العاشقة التي تبحث عن الحب المطعون بالخيانة، لافتة إلى أنّه من أجمل وأرقى الأدوار التي قدمتها على خشبة المسرح. المسرح الذي تعتبره صرح له خلفية ومكان له قدسية خاصة وله جمهوره من نخبة المثقفين والذي يتشارك لذّة فن المسرح مع الممثلين.
وأكّدت أنّ كلّ ممثل يجب أن يتطوّر مع مرور السنوات و أن تنضج خبرته، مشيرة إلى أنّها يجب أن تكتشف سبب تسليط الضوء على أدوارها التي بدت صارخة خلال هذا الموسم، علماً أنّها دائماً تستخدم تقنيات المسرح في أدائها للأدوار، كاشفةً أنّ هذ التقنيات تتطلب ميزاناً دقيقاً وعادلاً لضبط المشاعر والانفعالات بقدر ما تتطلبه الشخصية.
و عن سبب لمس الجمهور وأهل الصحافة تطوّراً في أدائها ، قالت:” يجوز أن يكون سبب هذا التطور، أنني لعبت دورين مختلفين على المسرح. كما قدّمت مسرحية ” الختم السابع” في الظلّ وهي مسرحية لطلاب الجامعة والأساتذة وكانت بمثابة مشروع تخرّج لإبنتي تمارا حاوي، وفيها جسدت دورالموت، وهو دور من أصعب الأدوار وأحنكها و تتطلب مني مراجعة حساباتي لكل نبض يصدر مني وكلّ صرخة وكلّ همسة”.
وعن دورها في مسلسل “وين كنتي”، قالت أنّها جسّدت دور الإمرأة المعنّفة، المنكسرة والمهزومة، وحتّى حين جاء الطبيب ليعطف عليها لم تصدّق وتعاملت مع الأمر بعفوية، لافتة إلى أنّ الدور أيضاً من الأدوار الصعبة التي تتطلب إستحضاراً لمكنونات العاطفة لدى الممثل.
أمّا عن مدى تأثير إسم المحطة على نجاحها، قالت القديرة رندة كعدي بأنّه من المتعارف عليه أنّ الLBC هي أمّ الدراما وكذلك الMTV محطة قوية، ولكلّ من الشاشتين جمهورها، لافتة إلى أنّه لربما قد يؤثر اسم المحطة على نجاح الممثل، إنّما قد لا يؤثر أيضاُ. وأضافت أنّ سبب نجاحها قد يكون لعبة حظّ أو مشيئة القدر، وفي جميع الحالات المهم أن يصل الإنسان فأن تصل متأخراً خير من أن لا تصل أبداً.
وعن السرّ الكامن في تألّقها بدور”ثمينة” وإنتظار المشاهدين للإستمتاع بتفاصيل قصتها ومعاناتها وطريقة أدائها للدور، أجابت الممثلة المتواضعة والتي تتحدث عن ثقة الآخرين بها وليس عن عظمة أدائها، فقالت أنّ السرّ يكمن في كتابات المبدع طارق سويد، الذي رسم في سيناريو المسلسل شخصية “ثمينة”، إذ يدرك كيف يحمّلها المشاعر والأبعاد للشخصية كما يراها وكما يريدها أن تظهر، لافتة إلى أنّ معرفتها القديمة بطارق سويد و درايتها بكتاباته العميقة، سمحت لها أن تتعايش مع الشخصية وتقترب من أحاسيسها ، وتخرجها كما ظهرت على الورق، بالإضافة إلى أنّ تعليمات المخرج الذي ساعدها بإعطائها مساحة للإنصهار بالدورحين تتكرر المشاهد. كما لم تغفل الثناء على ثقة المنتج مروان حداد بها، وإيمانه بأنّها بأدائها هذا الدور ستطرح علامة إستفهام كبيرة في المسلسل . وأضافت أنّ نجاحها في دور “ثمينة “، قد يكون أيضاً سببه لجوئها لإستمداد القوة من شخصية الراحلة والدتها وإستعارة نبضها وهويتها، مشيرة أنّ شخصيات الملائكة في السماء ناصعة ومضيئة.
وعن ضعف أداء غيرها من الممثلين في هذا الموسم تحديداً، تحفّظت رندة كعدي عن الإجابة وإكتفت بالقول أنّها لم تلحظ أيّ ضعف فالجميع تحضّر وقدّم كلّ قدراته وإستخدم كلّ إمكانياته لدخول السباق الرمضاني محصّناً، لافتة إلى أنّه في كواليس أيّ عمل قد تطرأ أو تستجدّ بعض العقبات أو المشاكل أو قد يداهم الوقت فريق العمل، الأمر الذي يؤثر سلباً على روحية العمل ككلّ.
وأضافت أنّه قد يكون تكرار الشخصية وعدم تلوين الممثل بأدواره، أو إرتباط إسمه بأدوار معينة سبق ونجح بأدائها، سبباً في التأثير على تألق الممثل، ولكن كلّ ممثل يعطي الدور المفروض عليه في السيناريو. وأضافت أنّه على سبيل المثال، إسمها إرتبط بأدائها لدور الأمّ ،علماً أنّ الأمّ عنوان عريض ولكن لكل دور خصوصيته ولكلّ شخصية متطلباتها.
وعن مقارنتها بالممثلة السورية القديرة منى واصف، أعربت بكلّ تواضع النجمة الملكة رندى كعدي، أنّه شرف كبير لها بمقارنتها بمن وصفتها “بالعملاقة منى واصف”، مشيرة ً إلى أنّه ومع إحترامها وتقديرها للممثلة السورية التي تؤدي أدوارها بما تضخّ به نفسيتها وخبرتها،في حين هي أي رندة كعدي تضخّ بما تمتلك، فهما مختلفتين في نوعية الأداء ولكن كلّ منهما تؤدي دورها كما فرض عليها في السيناريو وبإدارة المخرج و تحت إشراف المنتج.
وأعربت عن سعادتها بنجاحها خلال هذا الموسم الرمضاني، مشيرة إلى أنّها تعتبر النجاح كمن يسحب ورقة يانصيب أو ينمّر ورقة لوتو، وأنّ هذه السنة حصدت هي النجاح بعد مجهود مضنٍ وتعب، ولا أحد يعلم أيّ ممثلة أو ممثل سيحالفه الحظّ ويحصد النجاح في العام المقبل؟!
وقالت الممثلة القديرة بأنّ هناك ممثلين محترفين أصبحوا نجوماً، ولكن لا تتاح الفرصة أمامهم للتلوين بأدوار مختلفة، فالنجومية تربط الممثل بتميّزه بدور معين، قد يعرّضه للتكرار و لملل المشاهدين من أدائة أدوار متشابهة، معربة عن شكرها الله لأنّها ليست نجمة بل ممثلة.
وعن رأيها بإستخدام المكياج المبالغ فيه عند أداء الممثلات لأدوار لا تتطلب المكياج، وعن تأثير عمليات التجميل على صدق أداء الممثلات اللواتي يلعبن أدوراً في مسلسلات تاريخية أو مسلسلات تعود لحقبة زمنية محددة، قالت أنّها شخصياً تعتبر أنّ وجهها هو باسبور نجاحها، وأنّها لم تخضع لأيّ عمليات تجميل مع أنّها كأيّ إمرأة تحبّ أن تظهر بأفضل صورة أمام زوجها وأولادها، مشيررة إلى أنّها لو لم تكن ممثلة لكانت أوَل من يذهب إلى جراح التجميل لإزالة التجاعيد والتعب تحت العينين وفي محيط الفمّ، لكنّها ممثلة وتحتاج إلى وجهها فهو أداة عملها ويخدمها لتجسيد أدورارها بتعابير حقيقية قد تزيد من نسبة التجاعيد فيه، مفصّلةً أنّها كانت تمثّل مسلسل “أدهم بيك” و”لاآخر نفس” في الوقت عينه وكان تفاعلها وتعابير وجهها في تجسيدها شخصية “ثمينة” تظهرها بشكل إمرأة مسنّة، غير أنّ “بريجيت” بدت إمرأة معاصرة وأكثر شباباً، بالرغم من أنّها كان التعب قد أنهكها في تلك الفترة.
وعن إمكانية حصولها على مساحة دور أكبر و أجر أعلى بعد نجاحها اللافت، قالت الممثلة البعيدة عن أيّ تكلّف أو تصنّع بكلّ عفوية “يا ريت”. وحول تعاملها مع شركات إنتاج أخرى، قالت:” لست حكراً على شركة مروى غروب، وأؤدي أيّ دور يلفتني، لكن المنتج مروان حداد وضع ثقته بي وأعطاني دورين مختلفين وراهن على نجاحي”.
ورداً على سؤالها عن هوية النجوم الشباب، قالت بأنّ هناك ممثلات جميلات فرضن أنفسهن على الساحة، أمثال ندين نسيب نجيم وندين الراسي وسيرين عبد النور، كما أنّ كارمن لبس تألقت لفترة طويلة وكانت نجمة صفّ أوّل بجمال لافت، وكذلك الأمر يورغو شلهوب ويوسف الخال عن فئة الرجال.
وعن الممثل غبريال يمين الذي شاركها في بطولة مسلسل “لآخر نفس”، قالت:”غبريال يمين فعلاُ بطل، وأنا أنحني أمام عظمة تمثيله وأخلاقه ومهنيته وإحترافه سواء كان أمام الكاميرا أم خلفها. غبريال يمين بطل من أبطال الأسطورة الكلاسيكية الحديثة”.
وإعتبرت أنّ الممثل يجب أن يلوّن بأدواره، لكي لا يملّ الجمهور من أدائه، لافتة إلى أنّ إسمها إرتبط بدور الأم اللبنانية ، ولكن من يجهل ثقافة الفن لا يعلم بأنّ الأم هو العنوان العريض للدور ولكن تجسيد دورالأم ينطوي تحت لوائه آلاف الشخصيات كأيّ فئة أخرى الآباء أو الأولاد، فالشخصيات لا تتشابه و تختلف كإختلاف بصمة اليد لدى الشخص الواحد.
وكشفت الممثلة رندة كعدي أنّ الشخصية الأقرب إلى قلبها كانت “ثمينة”، وأنّها تختار دورها بناء على العمق الذي تحمله الشخصية بطياتها، بعيداً عن مساحة الدور، لافتة إلى أنّ دورها في فيلم “بالحلال” للمخرج أسد فولادكار وبالرغم من صغر مساحته لكنّه كان مؤثّراً. وشدّدت على أنّ الكاتب طارق سويد يكتب الشخصية بطريقة تناسبها وكأنّها فستان مفصّلاً خصيصاً لها
وقالت أنّ الممثل يقرأ السيناريو أوّلاً ثم يلتفت للتفاصيل الأخرى، مؤكدة أنّ الإنتاج القوي يحرّك مسار العمل ويساهم بنجاحه ويراهن على نجاح عناصره إنطلاقاً من الكاتب فالمخرج وصولاً إلى الممثل.
وأخيراً، صرّحت بأنّها تحتاج إلى فترة من الراحة، لأنّها قد إستهلكت طاقتها بالكامل بتجسيدها لأدوار إستخدمت فيها كلً قدراتها وأدواتها التمثيلية، علماً أنّها كانت تحلم والمخرجة لينا أبيض بالعودة إلى خشبة المسرح خلال فصل الصيف ولكن لا تعلم إن كان بإمكانها أن تقدم على هذه الخطوة.
وفي دردشة سريعة، مع كاتب مسلسل “أدهم بيك”، المبدع طارق سويد الذي خصّنا برأيه بدور الممثلة القديرة رندة كعدي التي لعبت دور “ثمينة” في المسلسل كما سبق و ذكرنا أعلاه، قال سويد أنّ حين يثق الكاتب بقدرات ممثل ويعرف إمكانياته ويعرف ما يكتب له وكيف يقومم بحبك الشخصية بشكل يناسبه، لافتاً إلى أنّ علاقته بالممثلة رندة كعدي تعود لبداياته حين مثّل أمامها في أوّل تجربة له في مسلسل “من أحلى بيوت راس بيروت”، وبأنّ كل كاتب لديه ممثل يعرف كيف يقرأ نصّه بعمق، وهي تعرف كيف تقرأ كتاباته هو أيّ طارق سويد و كيف تجسد الدور المطلوب منها بأسلوب يفوق تميزاً عن ذاك الذي صوّره سويد على الورق.
وأضاف:” رندة مبدعة وتميّزها هو سبب نجاحها وأعتقد أنّ وجودها بعملين على محطة واحدة ، سمح للجمهور مقاربة دورها في نصّ تراجيدي وآخر مزيج من الدراما والكوميديا”، لافتاً أنّها كانت الأفضل في إيصال الدور إلى المشاهد فهي تجيد قراءة وفهم النصّ، علماً أنّها خصّص لها مساحة دور أكبر من تلك التي منحت للراحلة أمينة رزق آنذاك.
وأضاف أنّ هناك بعض الممثلين نجحوا في قراءة وفهم النصّ وإيصال أدوارهم للجمهور، بخلاف آخرين لم يفهموا أدوارهم أصلاً ليتمكنوا من إيصالها وبالتالي لم يجسدوها بالشكل المطلوب منهم. ونوّه سويد بأداء الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بشكل جيّد، وخصّ بالذكر الممثلين يوسف الخال وميشال حوراني وأسعد رشدان الذين تمكنوا من قراءة وفهم النصّ ورؤية أبعاده وتميّزوا بأداء أدوارهم.
أخيراً، يبقى أن نرفع القبعة لكاتب قدّم نصّاً رائعاً، وننحني إحتراماً وتقديراً لعظمة أداء الممثلة القديرة رندة كعدي، التي جاء تسليط الضوء على إبداعها متأخراً. هي التي أداؤها وثقافتها الفنية الفزّة الممزوجة بسلاحها العلمي، عناصر منحتها مسيرة مشرّفة حافلة بالأعمال الفنية من مسلسلات ومسرحيات وأفلام سينمائية، سواء كبرت أو صغرت مساحة دورها فيها ، فهي تطبعها حتماً ببصمة إبداع خاصة بها.
وبعد هذه المقابلة الشيّقة يراودني سؤال سأترك إجابته برسم أهل الصحافة والإعلام وروّاد مواقع التواصل الإجتماعي وعشاق النجمة الملكة رندى كعدي، وهو من مسؤول عن تهميش الممثل أو عن عدم إنصافه إعلامياً، أهم أصحاب المصالح أو الحسابات الضيّقة في مجال التمثيل بشكل عام أم مافيا الإعلام الفني، أم بكل بساطة ضعف أدائة أو كلّ هذه البوتقة مجتمعةً؟!