في لبنان: والدان يؤجّران بناتهما للدعارة!
غالبا ما نظنّ ان المجرمين والسارقين والقتلة يعيشون بعيدا، لا نراهم، لا نلتقي بهم، نقرأ عنهم ونتابع قصصهم على التلفزيون. غير أنّ الواقع مغاير! فحولنا يحوم كثيرون ممّن باعوا الضمير أو أكثر منه. في شارعنا، أو في منطقتنا، أشخاص لا يمتّون للإنسانية بصلة، تجنّدوا لخدمة المال، ولو على حساب “فلذة الكبد”.
في عاليه، يقطن رجل وزوجته مع بناتهم في أحد المنازل المتواضعة، قصّتهم بدأت تدريجاً تخرج إلى العلن رغم أنّ تحركاتهم سرّية للغاية، ويتأنّون في كلّ التفاصيل، فالخطأ ممنوع!
تأخذ الوالدة كلّ ليلة إحدى البنات إلى مكان مجاور حيث يكون في انتظارهما رجل موعود بـ”ليلة ساخنة”، تتسلّم منه ١٠٠ ألف ل.ل. أو ١٠٠ دولار وفق الاتفاق، وتسلّمه “ابنتها”. كذلك، فالخدمة قد تشمل أحيانا التوصيل المجاني إلى الفندق، بحسب “الزبون”.
هذه السيدة لا تكتفي بـ”تشغيل” بناتها فقط، بل تسوّق لفتيات أخريات تعرفهنّ، فتقوم بعمليّة التسليم بالطريقة نفسها مقابل مبلغ من المال، ربما “لتريح البنات في بعض الليالي”.
إلا أن القواعد هنا صارمة: فالزوجان لا يسلّمان الفتاة إلا لمن يثقون به، بمعنى أن كلّ زبون عليه أن يعطي كلمة السرّ لدى طلبه فتاة، أي أن يقول من هو الشخص الذي أعطاه العنوان. وبهذه الطريقة، يحافظ هؤلاء على “عملهم” من دون قلق من اكتشاف أمرهم. يؤجّران بناتهما، بعدما جعلا من أجسادهنّ مصدر رزقهما… وهكذا تتنقل الفتيات، من زبون إلى زبون، وهنّ ممسكات بيد من تسمّي نفسها “الأم”.
هي، ومن دون ادنى شكّ، أبشع أنواع الدعارة، إذ أنّه غالباً ما تُجبر الفتيات على بيع أجسادهنّ بسبب العوز أو بعدما سرقوا اوراقهنّ وأجبروهنّ على هذا العمل، غير أنّ هذه القصة مختلفة، ففيها تخلٍّ عن مفاهيم التربية وعن المسؤوليّة التي تحتّمها الحياة على من تُمنح نعمة الامومة. فالإنجاب حبّ وتضحية ومسؤوليّة، وليس باب رزق، نبيع فيه الجسد والكرامة و… “فلذة الكبد”.