خاص – أخر ما قالته ميرفت أمين لموقعنا عن والدتها: مدينة لها بنجاحي وابنتي تشبهها… لهذه الأسباب إلهام شاهين أشطر مني

القاهرة – سارة عبد الله

الصدفة وحدها كانت وراء اجراء هذا الحوار، والصدفة وحدها كانت وراء حديث الفنانة القديرة ميرفت أمين خلاله عن تأثير والدتها على مسيرتها الفنية والحياتية. حيث كان من النادر أن تتطرق لعلاقتها بها.

عزائنا الكبير لميرفت أمين في وفاة والدتها، بعد أسابيع قليلة، من حديثها عنها في السطور التي ربما قد تشفي بعضا من حزنها..

 Mirvat-Amin_ (1)_wm

الفنانة القديرة صاحبة الـ140 عملا ما بين السينما والتليفزيون والإذاعة تعتبر من رائدات السينما المصرية، وتعتبر وجها مطلوبا على الدوام، وهي مكسب لأي عمل تضع اسمها عليه، كما أنها واحدة من القلائل التي لاتختفي عنها النجومية في أي من مراحل حياتها، وكأن العمر لا يقترب منها، تظل وجها مرغوبا، وتظل نجمة لامعة، وموهبة تتجدد يوما بعد يوم، هي كوميديانة، وممثلة تراجيدية، وهي أيضا تمتلك طلة ذهبية في السينما، وأخرى لاتقل بريقا على شاشة التليفزيون، فالفتاة الصغيرة التي درست اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس، وعرفها الجمهور من خلال دورها أمام عبد الحليم حافظ في فيلمه الأخير “أبي فوق الشجرة”، لازالت تتمتع بالانطلاق ذاته، وبروح الشباب نفسها، وبالجمال الذي لا يذوب ولا ينطفئ..

إنها صاحبة “حافية على جسر الذهب”، و”زوجة رجل مهم”، و”الحب وحده لا يكفي”.. التي تتحدث إلينا بكلمات مليئة بالود عن أسرتها، وأيضا عن مسيرتها..فإلى حورا جميلة السينما الدائمة ميرفت أمين..

 

من يدقق النظر إلى ملامحك وملامح ابنتك الوحيدة منة الله حسين فهمي، يجد أن الفتاة نسخة مطابقة لك في شبابك مع اختلاف بعض الرتوش البسيطة..هل الجينات الإنجليزية تسيطر على الأسرة؟

الحقيقة أنني ورثت بالفعل ملامح والدتي الإنجيلزية، لكنني من الأساس صعيدية فوالدي تمتد جذوره إلى محافظة المنيا، بصعيد مصر، لكنني مظهريا أشبه والدتي، وابنتي منة ورثت ملامحي أيضا، وهذا شيئ جميل، فوالدتي منحدرة من اسكتلندا بانتجلترا، والحقيقة أنني لم أرث ملامحها فقط، بل هي علمتني كيف أكون ناجحة ومثابرة، وألا أقف أمام أي محنة في حياتي، وقالت لي منذ أن فكرت في احتراف الفن أن أعرف كيف أحافظ على نفسي من أي هزة لأنها تعلم أن الدخول في الحياة العملية، بالنسبة لفتاة في الفترة الزمنية التي كنت لازالت فيها أبدأ طريقي سوف يحمل كثير من المشات، وأنا أدين لها باستمراري طوال هذه السنوات على الساحة.

 

هل هذه المشقات هي التي جعلتك تبعدين منة عن مجال الفن، وتفضلين لها الحياة الهادئة؟

بالطبع أنا لا أقرر نيابة عن ابنتي، ومنة لمن لا يعرفها هي شخص طيب جدا وهادئة للغاية، ومن يراها يحبها من أول مقابلة، وهي من اتخذت قرارا بعدم خوض أي تجابر فنيه، ولكنها أيضا ليست بعيدة عن المجال، فهي تعمل في مجال تقييم السيناريوهات في بعض المؤسسات، والحمد لله هي ناجحة في عملها، وفخورة به، وأنا كذلك.

وكيف هي علاقة منة بجدتها؟

تعشقها..وأحيانا أعتقد أنها أقرب إليها مني، وهو أمر يفاجئني، فشخصياتهما قريبة جدا من بعضها، ومنة ذكية جدا في تعملها معها، وأنا أحمد الله على كل هذا القرب فيما بيننا، وسعيدة أكثر بأن ابنتي محظوظة باستفادتها من خبرتي وخبرة جدتها في الحياة.

 Mirvat-Amin_ (3)_wm

هل السيدة الوالدة  كانت تتدخل في قراراتك سواء الفنية أو العاطفية؟

في البداية والدتي استغربت بشدة من رغبتي في احتراف الفن، لأنني لم أكن أفكر أبدا في العمل في مهنة التمثيل، وعندما بدأ أولى خطواتي، كنت أتصور أن المسألة مجرد لعبة، وفرصة للتجريب، وتدريجيا أصبحت شغوفة بالعمل، وهي ووالدي تقبلا الأمر، وعموما والدتي كانت تعلمني كيف أحمي نفسي ، وكيف أتصرف مع الأخرين، وتنصحني دون أن تفرض علي قرارا، وهذا شيئ أقدره لها كثيرا، واعتبره ذكاءا نادرا.

هناك صورة شهيرة تجمعك بها وأنت بفستان الزفاف.. ماهي ملابسات التقاط هذه الصورة؟

الجميع يتخيل أن هذه الصورة كانت خلال حفل زفافي، ولكن الحقيقة هي أن والدتي بسبب تشجيعها الدائم لي ورغبتها في الاطمئنان علي، كانت تزورني في أحيان كثيرة خصوصا في بدايتي أثناء تصوير للأفلام، وهذه الصورة كانت في بلاتوهات أحد أفلامي.

ننتقل إلى أعمالك..فالمشاهد الرمضاني أصبح ينتظرك كثيرا قبل أن تطلين عليه.. ما السبب؟

أنا أيضا مستاءة لتأخري في الطلات الرمضانية فمنذ مسلسل “بشرى سارة” الذي عرض قبل خمس سنوات، لم ألتقى بجمهور رمضان، فبعدها تعاقدت على مسلسل “مدرسة الأحلام” وبسبب بعض المشكلات الإنتاجية لم يتم عرضه في رمضان، ومؤخرا عرض علي أكثر من عمل لكنني لم أتخذ قرارا نهائيا بشأن أي منها حتى الآن.

إذن فأنت لم توافقي حتى الآن على الاشتراك في مسلسل “خريف السادة”، بخلاف إعلانك الاعتذار عن بطولة مسلسل “كيد الحماوات”؟

ليست هذين العملين فقط، فهناك أكثر من نص جديد أطلع عليه، ولازالت في مرحلة مفاوضات واجتماعات، وقد أعلن قريبا استعدادي لتصوير مسلسل جديد، وقد أعتذر عنها جميعها، فحتى الآن لا يوجد شيئ واضح.

ومن تحرصين على متابعة أعمالهم؟

في مجال السينما للأسف غالبا ما أنتظر حتى تعرض الأفلام على شاشة التليفزيون، فأصبحت لا أرحب بالذهاب إلى السينما إلا نادرا، مثلا حينما يكون هناك عمل لدينا سمير غانم أو شقيقتها إيمي، لأنهما مثل بناتي بالفعل فقد شاركت في تربيتهما وهما من أكثر نجمات جيلهما موهبة وتنوع، وقادرتين على تقديم الكوميدي والتراجيدي، وحتى أداء الاغنيات، وأدعو الله أن يحميهما، وأدعوا الله أيضا أن تضع دنيا مولدتها على خير.

بخلاف ذلك عن كثيرون جدا أتابعهم، وأخشى أن انسى اسما، وفي مجال الدراما انتقي عملا أو اثنين في رمضان، لأنني لا أقوى على متابعة كل هذا الكم.

على ذكر الدراما التلفيزيونية أنت تصرحين مرارا بأنك لا تحبين الدراما التركية، وتجينها مملة، وغير مهمة، هل لازالت عن رأيك رغم انتشار الأعمال التركية على مختلف الشاشات العربية؟

الحقيقة أن رأيي هذا يتأكد يوما بعد يوم، فبعد الهجوم الكبير من قبل المشاهدين عليها ومتابعتها بانتظاك، أصبح الجمهور يبتعد عنها شيئا فشيئا، فالمشاهد العربي ذكي، جدا ومن غير المنطقي أن يظل مئات الحلقات يتابع دراما تهدر وقته، وتستخف كثيرا بعقليته، بأحداث معظمها غير منطقي، كما أن كثير منها يبتعد عن أساسيات الفن التي تعتمد على الجماليات، وتكثيف الأحداث، فصناع تلك الأعمال يعتمدون فقط على الصورة المبهرة سواء في الألبوان أو في طبيعة مظره الممثلين، دون اجتهاد حقيقي في صنع عمل محكم، وهي معظمها أعمال استهلاكية.

Mirvat-Amin_ (2)_wm

الجمهور متشوّق لرؤيتك من جديد على شاشة السينما فمنذ فيلم “مرجان أحمد مرجان” أمام عادل إمام وأنت غائبة؟

أنا أيضا أكثر تشوقا للمرورو على شاشة السينما، لكنني لن أنزل من بيتي وأدخل بلاتوه سينمائي إلا وأنا راضية تماما عن النص، ولا أنكر أن هناك أعمال كثيرة تعرض علي ولا أجد نفسي فيها، والمشكلة أن الأعمال التيأعجبتني وتحمست لها وأوافق عليها بالفعل تتعثر إنتاجيا، وهذا أمر محزن، فهذا حدث مثلا في فيلم “عزيزي الأستذا إحسان” مع المخرج الكبير محمد خان، حيث وافقت على تقديم العلم بالفعل أنا ومحمود حميدة، لكن المشروع توقف.

لماذا لم تفكري في الانتاج مثلما فعل غيرك كإلهام شاهين اليت بدأت مؤخرا تصوير فيلم “يوم للستات” على نفقتها الخاصة، وكذلك النجم أحمد حلمي؟

قد تكون الهام أشطر مني في الحساب، فأنا لا أصلح إطلاقا أن أكون منتجة، وأتمنى للإلهام النجاح، فهي تختار أعمال على درجة عالية من الجودة لتساهد في انتاجها، وأعتقد أن هذا حل جيد جدا، لكنه لا يصلح معي بحكم طبيعة شخصيتي، وأحمد حلمي أيضا موهوب جدا وشاطر، وليه في شغلانة الانتاج لكنني بعيدة عن هذا الأمر كثيرا. وعموما أن ليس لدي أي مشكلة في الظهور بدور صغير في عمل سينمائي مهم، حتى لو كنت ضيفة شرف فيه، فالأهم هو أن يكون الدور عميق ومؤثر، ويضيف لي.

هل تعتبرين أن نجوم هذا الجيل أكثر حظا من فناني جيلك أم العكس؟

بصراحة أنا أرى أن المهنة أصبحت أكثر أرهاقا بسبب السرعة، وبسبب طبيعة الوسط الفني الذي تغير كثيرا، لكن في المقابل أًصبح الفنانون يحققون الشهرة بشكل أسرع عن ذي قبل بسبب الوسائل التكنولوجية الحديثة، فيمكن لفنان ان يصبح نجما في يوم وليلة.

المشكلة في رأي أن أبناء هذا الجيل “مساكين” فيما يتعلق بتعامل المجتمع المحيط بهم معهم، فالمجتمع أصبح دوما يربط بين ما يراه على الشاشة وبين التصرفات الشحصية للفنان، ويعتقد أن من يقوم بدور شرير أو غير أخلاقي هو هكذا في حقيقة حياته، وهذا أمر مخيف، وغير عادل، ويجعل الفنان يتحسس خطواته الفنية، وقد يرفض أدوارا لمجرد الخوف من أن يلاحق باتهامات مثل هذه.

في النهاية..أيهما يعيش انتعاشة كبيرة في الفترة الحالية السينما أم التليفزيون؟

بالطبع الدراما التليفزيونية، فهناك تقدم ملحوظ وكبير في مستوى الأعمال التي تعرض، بغض النظل عن مستوى بعضها، وأيضا على مستوى حجم الانتاج، وفي المقابل عدد الأفلام أقل بكثير جدا، وإن كان هناك أيضا بعض العمال الممتازة.

 ميرفت

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram