خاص – مسرحية “غرفة 202” تستحق المشاهدة أكثر من مرة…طارق تميم أبكانا بالمستر سين وروان حلاوي أذهلتنا بعمق مخزونها


  

بــيــروت – إبـــتــســام غــنــيــم

 

على خشبة مسرح مترو المدينة شاهدت عرض مسرحية “غرفه 202” لطارق تميم وروان حلاوي، في البداية جذبني إسم العمل إذ أنّه يوحي من أنّ أحداثه تقع في غرفة بداخل أوتيل ، وهذا ما يدور بالفعل ضمن سياق المسرحية.

زياد العائد من الخارج نزولاً عند رغبة أهله الذين يريدونه أن يتزوج من فتاة لبنانية بطريقة تقليدية حفاظاً على التقاليد والعادات، وبالتالي كي لا يرتبط بأجنبية خصوصاً  أنّه سبق له مساكنة فتاة أجنبية لسنوات، لكن أهله إعترضوا على زواجه منها فكان الفراق!!

ويحدث ليلة عودته من الخارج أن يقيم بفندق بغرفة تحمل رقم 202، كانت تسكن فيها قبله ياسمينا الفتاة المتمردة والتلقائية التي تعاني من خيانات حبيبها الذي تساكنه منذ سنوات ويحصل ان تنسى هاتفها الموبايل في نفس الغرفة التي كانت تقيم فيها، قبل أن تغادرها ويسكنها زياد الذي يتفاجأ باتصال حبيبها لحظة دخول ياسمينا لاخذ هاتفها، فتروق لها الفكرة وتطلب من زياد أن يلعب دور العاشق الجديد حتى تقهر حبيبها الخائن. وفجأة يشعر زياد بانجذاب لياسمينا ولشخصيتها التي يصفها بالمشعوطة، ويطلب منها الارتباط فتوافق شرط أن يكون إرتباطهما مبنيا على عدة شروط من كليهما، وبالتالي بعض الممنوعات وأهمها أن لا يسأل أحدهما الاخر عن دينه وطائفته، ويدخلان بسلسلة من المفاوضات وبين الضحك والجد تكتشف ياسمينا أنّها أمام شخصية ظريفة هو طارق الذي بدوره يحبها لصراحتها وتحررها المنطقي.

ويتزوج الثنائي وعقب الزفة تطلب ياسمينا الطلاق مما يشعر طارق بالذهول، وتصارحه أنّها تفضل لقب مطلقة على العانس التي ينظر اليها المجتمع نظرة غريبة، فيطلقها زياد والدمعة في عينه، وهنا تشعر ياسمينا انها تذوب حبا بحنانه وطيبته فتعود اليه عاشقة ولهانة.

 

 

عمل مميز وجميل صاغته روان حلاوي بعمق فيه الكثير من السلاسة والواقعية، لذا كتب على أفيش العمل +18 لاسيّما وأنّه يتناول موضوع المساكنة والامور التي تؤدي للفتور بالعلاقة الزوجية والخيانه والتقاليد البالية.

أداء طارق تميم كان مبهراً خصوصاً عندما كان يقدّم مشاهداً كوميدية تضحكنا من القلب، ثم ينقلنا بلحظة الى مشهد مستر سين يبكينا فيه وتحديداً في المشهد الذي يقول فيه بمرارة أنّه أصبح على مشارف الخمسين وكانت أقصى أمنياته أن يتزوج باكراً ليكبر مع إبنه سوياً، لكن اليوم القطار فاته ثم تذرف دموعه، هذا المشهد بالتحديد قدّمه طارق وكأنه لا يمثل مما الهب الصالة بالتصفيق.

أما روان فكانت على المسرح ممثلة متمرسة، وكأنها لم تغب فترة عن التمثيل، وبالتالي كانت جميلة قالباً وتمثيلاً بالاضافة الى أنّ اسلوبها بالكتابة جاء عميقاَ وواقعياَ ومباشراً.

وكذلك الاخراج الذي تقاسمته مع طارق تميم، ومن هنا كانا ثنائياً رائعاً بينهما كيمياء في التناغم والتمثيل بحرفية عالية من خلال مخزونهما القيم.

“غرفة 202” عمل يستحق المشاهدة أكثر من مرة، حتى نغوص في أعماقة ولينبهنا على الخيبات لنكون على مسافة بعيدة منها كي لا نقع في فخها، وبالتالي لنستمتع برقي أداء كل من طارق البارع وروان المبدعة.

ولكن بعد تجديد عرض المسرحية خلال شهر ديسمبر من العام الماضي لثلاثة عروض، نأمل بأن يستحدث كلّ  من طارق وروان عروضاً جديدة على المسرح وأخرى خاصة بالتنسيق مع الجامعات ويقدّمونها للطلاب، لتسليط الضوء على أهمية الموضوع الذي تعالجه المسرحية.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram