إبتسام غنيم تذهل أحمد عدوية بمخزونها الثقافي وتثبت بالأدلة لمروان خوري أنّ الأغنية الشعبية لا تموت

 

 

بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن

 

تجربة فنية من نوع آخر يخوضها الفنان الشامل مروان خوري الذي أثبت منذ إنطلاقة برنامجه “مع مروان” الذي يعرض على قناة العربي أنّه يبدع في محاورة ضيوفه من الفنانين والصحافيين والناقدين، لأنّه قائد الحوار والشاعر المتمكن من إدارة جلسته بكلمات يعزفها بأجمل الألحان، تحديداً من خلال أسئلة يطرحها على الضيوف ويعالج بها مواضيع مختلفة مرتبطة بفن الغناء على أنواعه.

وفي الحلقة التي تمحور موضوعها حول الأغنية الشعبية والفرق في غنائها ومواضيعها وتأثيرها على الجمهور بين الأمس واليوم، ومن أهم من المطرب الشعبي الكبير في مصر أحمد عدوية لمحاورته والإستماع لرأيه فيما يتعلق بهذا المو          ضوع ومن الكاتبة الصحفية الزميلة إبتسام غنيم المشهود لرأيها في مناقشة المواضيع الفنية، والفنانة لورا خليل التي تغني هذا النوع من الأغنيات .

ومع مرور الزمن إشتهرت الأغنية الشعبية بقيمتها  الفنية  والأثر الذي  تتركه في وجدان المستمعين، علماً أنّها تعبّر عن ثقافة شعب أو موضوع شائك في بيئة معينة أوعن تقاليد وموروثات الشعوب، كما تتميز بأنّها تحمل إسقاط سياسي كما قالت الزميلة غنيم خلال الحلقة، وإذ أثنى على رأيها المطرب عدوية.

وعن عمر الأغنية الشعبية ، أجابت الزميلة المخضرمة إبتسام غنيم أنّ عمر الأغنية الشعبية ليس بقصير، متوجهة لخوري بالقول أنّ الدليل على ذلك، أنّه ما إن طرح عليها السؤال حتّى تذكرت أشخاصاً لم تواكبهم ولكنها تربّت على سماع أغانيهم ومنهم قنديل ورشدي وبهية وكارم محمود “عنّابي”.

وأضافت أنّه في ذلك الوقت كان يوجد صناعة للأغنية الشعبية، الأغنية التي تخاطب الوجدان وتخاطب المشاعر، وتعيدنا بالذاكرة إلى الأصالة وعبق الحارات، حتّى مجيء سيد الأغنية الشعبية  أستاذ أحمد عدوية الذي طوّرالأغنية، فكان لسان حال الشعب ونبض الشارع وخاطب كافة شرائح المجتمع، خصوصاً وأنّ الأغاني التي قدمها في الأفلام السينمائية  تضمنت رسائل مبطّنة  وإسقاطات سياسية كأغنية “زحمة يا دنيا زحمة مولد وصاحبه غايب”، وكان يعني أنّ العالم العربي يعاني من الزحمة ولا يوجد حاكما قادراً،  وأغنية “حبّة فوق وحبّة تحت” وهي أغنية لم يوجهها عدوية للممثلة ميرفت أمين في فيلم “الفاتنة والصعلوك” بل وجهها فعلياً إلى شريحة الأغنياء في المجتمع، وكذلك الأمر في “ثورة الخبز” سنة 1977  حين غنّى “يا بنت السلطان”، فالجميع ظنّ أنّه يتوجّه إلى الممثلة سهير رمزي. وأردفت أنّ مواويل عدوية عبرت عن الكبت النفسي والإجتماعي لأنّ مواله كان جارحاً، وخصوصاَ موال “راحوا الحبايب”.

ويذكر أنّ من شاهد الحلقة أو الفيديو، يلاحظ أنّ مخرج البرنامج سلّط الضوء على تعابير وجه عدوية، حين كانت تتحدث عنه إبتسام، ما عكس فرحه برأيها والذهول الذي أصابه، للمخزون الثقافي الواسع للزميلة إبتسام غنيم عن الأغنية الشعبية قبل وبعد إقتحامه هذا العالم المليء بالمشاعر والأحاسيس المتناقضة.

وشدّدت على أنّها تنتقد اليوم الأغنية الشعبية، لأنّه عند مشاهدة أي ّ فيلم سينما يتضمن أغنية تعتمد على الإبتزال والإسفاف، يهدف المنتج إلى جذب الجمهورلمشاهدة فيلمه من خلال الأغنية، و بالتالي يتمّ تلقين الجمهور أغاني مبتذلة، خلافاً لما كان يقدمه سيد الأغنية الشعبية أحمد عدوية.

وردّاً على سؤال عن إمكانية أن تصبح الأغاني التي تنتقد اليوم مفرادات مقبولة إجتماعياً مع مرور الوقت ووسط إنتشار مواقع التواصل الإجتماعي،  نفت غنيم إمكانية حصول هذا الأمر في حال تحركت الرقابة ووقف الإعلام النظيف وقفة واحدة لمواجهة الإبتذال .

وأكدت غنيم أّنّ الأغنية الشعبية لا تموت وأنّ الإسفاف بحدّ ذاته يكمن في  إستخدام أغاني العمالقة الذين ساهموا في صناعة الأغنية الشعبية بطريقة مبتذلة،  وقد أثنى القنان مروان خوري ووافق ضيفته الرأي بأنّ الأغنية الشعبية لا تموت وأنّ المشكلة الأساسية تكمن في الثقافة العامة.

 

 

وقالت غنيم أنّ الأغنية الشعبية تنقل نبض الشارع، فعندما تريد أن تعرف ثقافة شعب عليك أن تضطلع على موسيقته وفنه، نافية مبدأ  المنتجين الذين يقولون “هذا ما يريده الجمهور”، ومؤكدة  أنّ  التغيير ليس سهلاً  وأنّ الشاعر والملحن لديهما ثلاث خيارات، فإمّا أن يجاريا الموجة السائدة أو يواجهان الأمر بالتصدي للإبتزال أو من الأفضل لهما أن  يعكتفا عن العمل ويجلسان في منزلهما.

والجدير ذكره بانّ الزميلة إبتسام غنيم  من قلّة قليلة في عالم الصحافة المكتوبة وإعداد البرامج التي تملك مخزوناً ثقافياً غنياً، وأنّها قد حاورت العمالقة في عالم الفن بشتّى أنواعه في عمر صغير، فهي بشهادة الكبار متمكنة من أدواتها الصحافية ومحاورة جيدة، وإستضافتها في أيّ برنامج يغني الحلقة ويمتع الجمهور بكمّ المعلومات  الدقيقة التي تدعم بها آرائها الشخصية، معتمدة على أدلة وبراهين ملموسة وليس على حجج واهية وإنتقاد غير بنّاء. وحين تنتقد أو تختلف في الرأي مع من تحاوره أو يحاورها، فهي تلجأ إلى مخزونها الثقافي وتنتقد بخجل وحكمة بدون أن تظهر أخطاء الآخرين وبدون أن تشكك بما يقولون بل بإثبات ما تقوله، وبالتالي تحسم الأمر لصالحها بكلّ لياقة وتهذيب، فينتصر العلم والثقافة على قلّة الإدراك والتشبّث بالرأي، ليبقى الجمهور الرابح الأكبر.

وما إن عرضت الحلقة ونشرت الزميلة إبتسام غنيم مقاطع فيديو عن مداخلتها ، حتّى أذهلت من لا يعرفها عن كثب، فهي خارج دائرة الغيرة الساذدة لدى البعض من أهل الصحافة وخارج قوقعة الإدّعاء والصداقات المزيفة، والتظاهر بالمعرفة، فهي صحافية من طراز رفيع ويحسب لكلامها ألف حساب، في وسط إعلامي ينزف، وفيه تحتضر الثقافة وقواعد اللغة العربية تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وتجدر الاشارة الى أنّ برنامج “مع مروان” من إعداد الاعلامي ميلاد حدشيتي وأغنية الجنريك بصوت الفنان مروان خوري ومن ألحان محمود عيد، ويتولّى إخراجه المخرج وليد ناصيف، أما المنتجة المنفذة لبرنامج “مع مروان” فهي روزي عبده.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram