“مسيرة وطن”: لا يمكن التحالف او التصويت لافرقاء لا يلتزمون تطبيق الدستور  


 

بلغت “مسيرة وطن” نحو نصف المسافة المقرر اجتيازها، خلال فترة اثنين وخمسين يوماً، وهي ما زالت بنشاط اللحظة الاولى لانطلاقتها خصوصاً حين تلمس تجاوب المواطنين. وابرز محطات هذا الاسبوع كانت في المنارة، راشيا، ضهر الاحمر، المصنع، بيت لهيا، عنجر، زحلة، بر الياس…

صحيح ان احد اهم الاهداف التي نحملها هي التواصل مع الناس وتبادل الخبرات لا سيما حول الهموم السياسية من اجل الارتقاء بالوطن إلى اعلى المستويات، الا ان في مسيرتنا هذا الاسبوع كنا في محطة امام النهر الذي يمر في بلدة برالياس، وهنا الصرخة بيئية بامتياز، حيث تساءلنا: هل نحن اما نهر او مكب؟! وبالتالي فهمنا لا بل لمسنا لمس اليد اسباب انتشار الامراض في المناطق المحيطة. بدورها “مسيرة وطن” ترفع الصوت وتمد يدها للمساهمة في الحل والعلاج الشافي لمشكلة ليست محصورة بنهر واحد بل تشمل كل مياه لبنان (نهرية وجوفية وبحرية).

الى ذلك، وفي اطار محطاتنا في البلدات اللبنانية المحاذية للحدود الشرقية، تأكد لنا ان “الشعب يريد تطبيق الدستور”. الامر الذي يدل على ان المجتمع راشد يحتكم للقوانين التي هي ضمانات للمواطنين، واذ كان لا بد من تعديل بالقوانين فوفق الحاجات والتطور، هكذا تنشأ القوانين وتوضع الدساتير وتحترم.

وفي وقت تستمر فيه “مسيرة وطن” في توزيع نسخات من الدستور على المواطنين، تجد في المقلب الآخر او تحديداً في “مراكز القرار” ان هذا الدستور ليس الا وجهة نظر، يطّوع وفق المصالح الخاصة. لذا لا بد من خلق قوة ضغط تدفع للمشاركة في الانتخابات، حيث أن النظام النسبي المعتمد في القانون يحوّل الاستحقاق من اقتراع كان سائداً في السنوات السابقة بناء على رغبات وتمنيات من هذه الجهة او تلك، الى انتخاب حقيقي لاختيار الافضل وفق كل المعايير. ففي النسبية لكل صوت قيمته وصداه.

وفي موازاة ذلك، لا يستطيع اي طرف التغيير بمفرده، بل لا بد من تضافر الجهود، لذا “مسيرة وطن” تواصل سيرها بين القرى والمدن لمدّ يدّ التعاون والنهوض والتغيير والبناء.

وبالنسبة اليها، لا يمكن التحالف او التصويت لافرقاء لا يلتزمون تطبيق الدستور، انما لمن يسعى الى “خدمة مدنية في خدمة الوطن” لان هذا هو المفهوم الحقيقي للنائب، فهو ليس مجرد شخص يعرض خدماته قبل الانتخابات، ليختفي بعدها عن السمع.

وهنا، تحث “مسيرة وطن” الشباب الى المشاركة في الانتخاب وفقاً لقناعاتهم ومبادئهم، لا كما ينتخب الاهل، فلا بد من الدفع نحو التغيير الذي ينشدونه، فالشباب هم المستقبل ومشاركتهم تضخ الدم الجديد المطلوب، علماً ان هؤلاء هم ابناء وطن واحد وتجمعهم احلام واحدة ويتشاركون في حمل امانة واحدة.

لكن، وفي حين كانت “مسيرة وطن” تناقش مع المواطنين موضوع الانتخابات وتحثهم على المشاركة وتؤكد لهم ان التغيير لا يكون الا اذا تحركنا، كان اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة متابعة تنفيذ قانون الانتخابات مخيباً، اذ وبعد انقطاع دام اكثر من 40 يوماً، اجتمع اعضاؤها ليظهروا خلافاتهم، ولم يحققوا ولو تقدم بنسبة واحد في المئة بالمواضيع العالقة التي تركها واضعو القانون لغايات في نفسهم… وهذا ما دفع احد الوزراء الى القول بأن ما يحصل هو “طبخة بحص”، وكأن “شهد  شاهد من اهله”.

ورغم هذا الخلل على المستوى الرسمي، الا ان عزيمتنا لم ولن تحبط، فـ”مسيرة وطن” مستمرة بهدفها الواضح، وهي لا تتعب ولا تنام، وتراهن على حكمة المواطنين الساعين الحالمين بالتغيير لا على خلافات وصفقات السياسيين.

 

نبذة عن “مسيرة وطن”:

“مسيرة وطن” هي مبادرة وطنية سياسية ونداء لكل لبنانية ولبناني للمشاركة في بناء دولة ترتقي الى مستوى الوطن الذي نصبو اليه اعتماداً على الديموقراطية التشاركية. وستقوم المسيرة باجتياز مسافة تقارب الـ 600 كلم خلال فترة زمنية تناهز 52 يوماً، وستمر بعدد من القرى والبلدات والمدن مع توقف في محطات يومية حيث يتم التواصل واللقاء مع الأهالي والهيئات. أما مؤسسي هذه المبادرة فهم مجموعة مواطنين مستقلين حريصين على لبنان وعلى صيانة مستقبله: رنده ابيض (منتجة برامج) ووليد ارناؤوط (مستشار تحكيم دولي) ومارك جعارة (مطوّر عقاري) وسامر ددنيان (مخرج) ووليد علمي (طبيب) وجهاد الفغالي (مهندس) وحليمة القعقور (استاذة جامعية) وعلي شمس الدين (مستشار معلوماتية) ومايا مطر (محامية) ورضا معماري (مستشار اقتصادي) وزياد موسى (استشاري دولي في التنمية المستدامة) ونديم سعيد (محامي).

 

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram