لغز الاطلال… سراً مخفياً حتى اليوم

القاهرة – إبـــتــســام غــنــيــم 

لا تزال قصيدة ” الاطلال” التي كتبها ابراهيم ناجي لكوكب الشرق ام كلثوم ولحنها رياض السنباطي، مثار جدل حتى اليوم فالبعض يقول ان ملهمة القصيدة هي الممثلة زوزو حمدي الحكيم والبعض يؤكد انه كتبها لحبيبته التي تزوجت من سواه وماتت.

وازاء التأويلات والتخمينات لا يسعنا الا ان نستعرض الحكايتين، فالاولى تشير الى ان الشاعر ابراهيم ناجي اغرم بالممثلة زوزو حمدي الحكيم، على الرغم من انه احب الكثيرات الا انها كانت اكبر حب في حياته، وعندما شعرت ببعض الألام زارته في عيادته كونه طبيباً، وصار يكتب لها الوصفات الطبية على شكل خواطر وقصائد، الى ان إلتقيا يوماً صدفة في احد الاماكن وكان هو مع زوجته وهي مع ابنتها ومن هنا خرجت الاطلال التي تحكي عن قصة رجل وامرأة تحابا ثم افترقا.

القصة الثانية لتجسيد قصيده الاطلال تقول:
إبراهيم ناجي احب بنت الجيران وهو ابن ١٦ سنة، سافر ليدرس الطب وعند رجوعه تزوجت، لكنه لم يستطيع ان ينسى حبه لها، بعد ١٥سنة وبعد منتصف الليل التقى رجل أربعيني يستغيث به لينقذ زوجته التي كانت في حالة ولادة عسيرة، في بيت الرجل كانت الزوجة مُغطاة الوجه وكانت في حالة خطرة جدًا وهو يحاول ان ينقذها، فجأة بدأت انفاسها تقل وتغيب عن الوعي عندها “ناجي” طلب منهم يكشفوا وجهها حتى تتنفس وكانت الصدمة…هي حُب عمره التي لم ينساها يوماً.

رغم انه امضى سنين طويلة بعد هذا الحب إلا أن الطبيب الشاعر كان مرهف المشاعر فأجهش بالبكاء وهو ينتظر العملية، وسط ذهول المتواجدين ولا احد يفهم مايحدث. بعد قليل رزقت بمولودها وبقت بخير ومشى إبراهيم  من عند الرجل ورجع لبيته قبل مطلع الفجر وعلى باب بيته جلس وكتب “الأطلال”.

يقول  إبراهيم ناجي انه في القصيدة بدل بعض الأبيات لحاجة في نفسه منها مثلًا انه كتب “يا فؤادي لا تسل أين الهوى” وفي الأصل “يا فؤادي رحم الله الهوى”. وبعد كتب “يا حبيبي كل شيئٍ بقضاء.. ما بأيدينا خلقنا تعساء ربما تجمعنا أقدارنا.. ذات يوم بعد ما عز اللقاء”.

ناجي بعد كل الحب هذا لم يكتفي ، فطلب من أم كلثوم انها تغني القصيدة، وغنت أم كلثوم “الأطلال” وقالت “هل رأى الحب سكارى مثلنا”. التي هزت قلوب ملايين العشاق في العالم جيل بعد جيل بعد جيل، لا أحد يعرف سر السحر في القصيدة والأغنية المستمدة من قصة حب مدهشة.

قصيدة الاطلال
يا فؤادي لا تسل اين الهوى ..
كان صرحاً من خيالٍ فهوى
اسقني واشرب على أطلاله ..
واروِ عني طالما الدمع روى
كيف ذاك الحب أمسى خبراً ..
وحديثاً من أحاديث الجوى
لست أنساك وقد أغريتني .. بفمٍ عذب المناداة رقيقْ
ويدٍ تمتد نحوي كيدٍ ..
من خلال الموج مدت لغريق ْ
وبريقاً يظمأ الساري له .. أين في عينيك ذياك البريق ْ
يا حبيباً زرت يوماً أيكه .. طائر الشوق أغني ألمي
لك إبطاء المدل المنعم .. وتجني القادر المحتكمٍ
وحنيني لك يكوي أضلعي ..
والثواني جمرات في دمي
أعطني حريتي أطلق يديَّ ..
إنني أعطيت ما استبقيت شيَّ
آه من قيدك أدمى معصمي ..
لم أبقيه وما أبقى عليَّ
ما احتفاظي بعهودٍ لم تصنها ..
وإلام الأسر والدنيا لديَّ
أين من عيني حبيبُ ساحرٌ .. في نبل وجلال وحياء
واثق الخطوة يمشي ملكاً .. ظالم الحسن شهي الكبرياء
عبق السحر كأنفاس الربى ..
ساهم الطرف كأحلام المساء
اين مني مجلس أنت به .. فتنةٌ تمت سناء وسنى
وأنا حبٌ وقلبٌ هائمُ .. وخيالٌ حائرٌ منك دنا
ومن الشوق رسولٌ بيننا .. ونديمُ قدم الكأس لنا
هل رأى الحب سكارى مثلنا ..
كم بنينا من خيالٍ حولنا
ومشينا فى طريق مقمرٍ .. تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً ..
وعدوّنا فسبقنا ظلنا
وانتبهنا بعد ما زال الرحيق ..
وأفقنا ليت أنّا لا نفيق
يقظة طاحت بأحلام الكرى ..
وتولى الليل والليل صديق
وإذا…

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram