خاص – المونولوجست شكوكو…كيف حوّل يوسف وهبي حياته إلى جحيم!!

بـيـروت – إبـــتــســام غــنــيــم

إسمه الحقيقي محمود إبراهيم إسماعيل الشهير بـ”محمود شكوكو”، ولد في ٢١ فبراير/ شباط عام ١٩١٢ في حيّ سوق السلاح بالدرب الأحمر، ولُقِّب ب”شارلي شابلن العرب”.

والده هو الأسطى إبراهيم شكوكو الذي إكتسب إسم شهرته منه، والذي كان يعمل في مهنة النجارة التي ورثها عن عائلته، فورثها محمود شكوكو وظلّ يعمل مع والده حتى بلغ من العمر٢٠ عاماً.

وكان يغني في ورشته أغاني للمطرب محمد عبد الوهاب، والفنانة أم كلثوم، بعدها إنضمّ “شكوكو” للفن عن طريق الفرق الفنية، التي كانت تقدِّم عروضها في المقاهي. ثم ذهب إلى شارع محمد علي وغنّى بالأفراح، وإكتشف حينها أنّه لا يصلح للغناء ففكر في اللجوء إلى فن المونولوج الذي نجح فيه.

وحصل أن قابل الفنان الكبير علي الكسار وإنضم الى فرقته كمقدّم للمنولوج. ثم إنتقل لفرقة حسن المليجي، وذاع صيته بعد عمله مع فرقة محمد الكحلاوي، حتّى جاء الحظ ليبتسم له وطلبه حمد فتحي “كروان الإذاعة”، في حفل عيد ميلاد السيد مصطفى  أيّ ملحن الفنان سيد درويش ليبدأ مشواره الفني.

قدّم شكوكو أكثر من ٦٠٠ مونولوج وقام بتأليف معظمها عفوياً، حيث إنّه لا يجيد القراءة والكتابة. وكان أوّل مونولوج يغنيه هو “ورد عليك.. فل عليك” والذي إرتدى من خلاله الجلابية وأصبح مشهوراً بها.

ثم كوّن مع الفنان الكبير الراحل إسماعيل ياسين ثنائياً بفن المونولج، ومن أشهر المونولوجات لهما “الحب بهدلة”، “الليل الليل”، “إحنا التلاتة”.

كما كوّن “شكوكو” فرقة خاصة به، وخصصت بعدها شركة “مصر للطيران” إحدى قنواتها الإذاعية على متن رحلاتها لمنولوجات شكوكو، وصنعت دمى له بالجلباب البلدي والقبعة التي إعتاد شكوكو أن يرتديها، بعدها فكّر في إتجاه جديد ينعش شعبيته وجماهيريته، إذ في نهاية الخمسينيات بدأت شعبيته تتراجع لظهور عدد كبير من فناني المونولوج،  فقرر تحويل فنّه الاستعراضي لفن العرائس وأحيا شخصية الأراجوز وأنشأ مسرح العرائس، لينسب إليه فضل إنشاء مسرح العرائس وإحياء فن الأراجوز. وطاف شكوكو عدداً كبيراً من البلاد الأوروبية، بعرائس الأراجوز الخشب وإشتهر بزيّه المميز الجلابية البلدي والطاقية، الذي ظلّ يظهر بهما على المسرح طوال حياته الفنية. وصنعت دمى له بالجلباب البلدي والقبعة،

ولم يبقى شكوكو منولوجستاَ فقط بل قدّم العديد من الأفلام ومن أبرزها “إبن الحارة”،”عنبر”، “الاسطى حسن”، “بائعة الخبز”،”شلة الانس”وغيرها… ومن أبرز منولوجاته “حلو شكوكو”،”حلو يا حلو”،”خدها الغراب وطار” وغيرها.. إرتبط الفنان محمود شكوكو بأربع زيجات أوّلها كانت السيدة عائشة هانم فهمي طليقة الفنان يوسف وهبي، الذي حوّل حياة شكوكو إلى جحيم لزواجه من إحدى سيدات هوانم المجتمع. ولم يستطع شكوكو وزوجته عائشة الصمود أمام تلك الحملة الشنعاء فتم الانفصال بالرغم  من حبهما الشديد.

حبّه الكبير للأولى لم يمنعه من الزواج مرة ثانية وإنجاب أولاده “منيرة وسلطان وحمادة”. أمّا زيجته الثالثة فكانت من فتاة تصغره كثيراً في السن بالرغم  من معارضة أسرتها، إلا أنّها بعد فترة قصيرة من الزواج مرضت وظلّ شكوكو بجانبها حتى توفيت. وإقتنع أهلها بمعدنه الأصيل، ووافقوا أن يزوجوه من أختها الصغرى، وفي عام ١٩٨٥ رحل شكوكو عن دنيانا، تاركاً إرثاً جميلاً في فن المونولوج والتمثيل الكوميدي.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram