خاص – تمام بليق ينفرد بأسرار يعلنها شادي أسود في “بلا تشفير” ودومينيك أبو حنّا يكشف عقدة الأخير…ناصيف زيتون

بــيــروت – ريـــم شــاهــيــن

إنّ إلقاء اللوم على الظروف، أورشق الآخرين بتهم باطلة فقط لأنهم لم يجاملوا وقالوا حقيقة الأمور، مستندين إلى أحداث ووقائع بالأصل يعرفها الجميع، ولكن يعجز المعني بها شخصياً عن الإعتراف بها؛ و يحتمي بالإختباء وراء حجج أقلّ ما يمكن القول عنها بأنّها واهية، في الوقت الذي إعترافنا بالأخطاء ليس فقط فضيلة بل أفضل الحلول لتبريرنفسنا، لا بل قد يكون خير تبرير ويرفع من أسهمنا بدل الإشهار علناً عن سقوطنا في فخ  التظاهر والتباهي الذي قد يضاعف خسارتنا محبة الناس وإحترامهم لنا.

هذه الصورة تجسّدت أمام الكثيرمن المشاهدين في الحلقة التي إستضاف فيها الإعلامي المثير للجدل تمام بليق في  حلقة الأربعاء من برنامجه”بلا تشفير” ضيفين كسرا كلّ قواعد الحوار، لا بل وأحدهم تخطى حدود المنطق وتجاهل ذكاء الجمهور العربي المتذوق للفن وأساء للصحافة من خلال التطاول على الصحافي الضيف الذي يمثّل صورة مشرّفة للإعلام في لبنان.

نعم، فحلقة الفنان شادي أسود مع الإعلامي بليق، إحتدم فيها النقاش وخرج عن معايير الأخلاق والأدب في الفقرة  التي إستقبل فيها بليق الصحافي ومعدّ البرامج دومينيك أبوحنّا.

وقبل الحديث عن التفاصيل، يجب الإضاءة على فقدان  الفنان شادي أسود للمعايير الحقيقية التي يجب أن يتمتع بها أيّ فنان، مع ضرورة الإشادة بإصرار ومثابرة أخيه الفنان الوسيم والمجتهد هادي أسود، الذي لم يستسلم ويواصل التألق بعيداَ عن أية ظروف أخرى، حيث أطلق فيديو كليب أغنية “شكلو” منذ أيام ونالت إعجاب الجمهور ولا يزال يحصد ثمار تعبه حتى الساعة .

ومن جهة أخرى، لا نستطيع أن نصدق أي فنان يتزرع بحجة الوضع في سوريا لتبرير غيابه عن الساحة الفنية، لأنّ هناك نجوماً حصدوا الجوائز وعشق فنهم الجمهور العربي ونجحوا في تحقيق أرقاماً مبهرة مقارنة مع كبار النجوم وأبرزهم النجم المتألّق ناصيف زيتون الذي حصد نجاحات لا مثيل لها عن البومه الاخير، وإحتلّت أغنيته تيتر مسلسل الهيبة “مجبور”  الصدارة وتغلّب على نجوم لامعين شاركوا في السباق الرمضاني من خلال أغنيات تيترات المسلسلات.

وبالعودة إلى حلقة “بلا تشفير” ، التي كانت مليئة بالتناقضات والمفاجآت ومعلومات تبصر النور لأول مرة، فبداية الحلقة كانت بريبورتاج عن رأي الناس بالفنان شادي أسود، وتباينت الآراء على غرار أيّ إستفتاء، إلا أنّ بليق في إحدى تعليقاته، إستفزّ ضيفه حين قال له بأنّه أصبح كفنان جزءاً من الماضي، فأجابه شادي بإصرار أنّه لم يفقد نجوميته وأنّ إطلالته معه في البرنامج ستثبت ذلك وتمهد لإنطلاقة فنية جديدة له.

كما بأسلوبه المعتاد، تمكّن بليق من الحصول على تصاريح حصرية كشف عنها شادي للمرة الأولى وأبرزها تهديده بالخطف من خلال الكتابة على سيارته، ما اضطره لبيع إحدى سياراته ليس لأسباب إقتصادية بل خوفاً من السرقة أو تعرضه للأذى.

وفي تطرق بليق في الحديث إلى مرحلة دخوله سوبر ستار، فصرّح شادي أنّ عند دخوله البرنامج كان  يؤدي واجبه في الجيش السوري كعسكري، ولاذ بالفرارللمشاركة بالبرنامج.

وعن أنغام الديو الذي جمعه بأخيه الفنان هادي أسود،  سأل بليق ضيفه عن مدى صدق كلام هذه الأغنية في الحقيقة، فنكر وجود أي خلاف بينه وبين أخيه، لافتاً إلى أنّه لم يعد الكتف الذي يرمي عليه همومه ويشاركه أسراره. كما كشف بأنّه تلقى دعوة الفرح حين أراد هادي الزواج كأيّ شخص عادي، لكنه ذهب وشارك أخيه فرحته.

كما قال شادي في بداية الحلقة أنّ خياره كان الإبتعاد عن الساحة، لانّه لا يستطيع الفرح وأهل بلده يعانون جراء الأزمة في سوريا، مؤكدا أنّه موالي للنظام لكنه يرى أنّ هناك وزراء فاسدين في الحكومة.

ولم ينكر شادي فضل لبنان عليه وقال أنّ لولا الإعلام والشعب اللبناني لما نجح فنان ولكن لولا سوريا لما تمكن أيّ من الفنانين من جمع الأموال، مشيراً إلى أنّ هذا ما قاله الموسيقار الراحل ملحم بركات. وإعترف بأنّ سبب عدم إحيائه الحفلات في بيروت، هو خلافه مع ضابط في الأمن العام، وأنّ إبتعاده عن الفن سببه معاناة أهله، وأنّه قدم أغان وطنية من أجل بلده.

ومع دخول الاعلامي دومينيك أبو حنّا إلى الإستديو، أثار توترشادي، لأنّه بدا وكأنّه ضغط بكلماته على الجرح.  و بالحديث عن ما يُقدَّم للجمهور ، قال شادي أسود أن الجمهور “يسمع برجليه”، وبانّه أيّ شادي لا يغني ما هو رائجاً على الساحة الفنية… و خلال الحديث تراجع عن كلمته وقال إذا سُنحَت له الفرصة بأن تتبنى أعماله شركة إنتاج لائقة، سيغني ما يطلبه السوق الحالي.

و أشار شادي إلى أنّ والد أحد أصدقائه وهو تاجر كبير قال له يوماً :” السوق الزبالة فاكهته النوم” أيّ الإبتعاد عن الساحة الفنية، مؤكداً أن غياب الفنان فضل شاكر عن الساحة الفنية ترك أثراً كبيراً وأنّ “اليوم أنت نغني فقط لصبابيط”، وأنّ حين كان يغني فضل شاكر كان الناس يسمعونه بقلبهم وعقلهم، بينما يسمع الجمهور يسمع “برجليه”. ولم يتقبل شادي فكرة أنّ أسهمه تراجعت ، لافتاً أنّها زادت، لكن الفرق أنّه لا يغني كغيره “الدبك واللبط”.

وفي سياق الحديث وبعد أن ذكر أبو حنّا إسم الفنان ناصيف زيتون كمثال للفنان السوري الناجح، أثارغيظ شادي، الذي علا صوته وبدأ يقول:” لا تقارنني بأحد…حكيني بجورج وسوف وطلوع”، فأجابه أبو حنّا بانّ السيدة فيروز وحدها لا تقارن بأحد، ليقاطعه بليق قائلاً: “مين مفكر حالك ؟” فقال  الفنان السوري:”شادي أسود”، متوجهاً إلى دومينيك ومشيراً إذا جئتني بشركة إنتاج سأغني ما يطلبه السوق وسأكون حديث الناس… ما جعل بليق يقول له أنّه يناقض أقواله، مستعيراً عبارة الإعلامي هشام حداد “قوم بقى…دومينيك محقّ بما يقوله”.

وإستطرد دومينيك أبو حنّا متسائلاً ، هل عدم وجود شركة إنتاج هو السبب وراء غياب شادي عن الساحة الفنية أم الظروف والوضع في سوريا أو انّه غير راض عن ما يُقدّم أو أنّ السبب هو خياره  الخاص؟!!! و هنا أحرج أبوحنّا الفنان شادي أسود الذي إضطرّ إلى الإجابة بطريقة متسرعة ليبرر نفسه، متذرعاً باسباب واهية، خاصة حين قال أبو حنّا له أنّه قدم أغنية منذ ما يقارب السنة وأحداً لم يسلط الضوء عليه، في الوقت الذي تمكن فيه فنانين من حجز مكان لهم على الساحة الفنية بشكل أو بآخر… أسماء كناصيف زيتون وعلي وحسين الديك ومحمد مجذوب ووفيق حبيب وحسام جنيد وغيرهم.

سؤال أبو حنّا أخرج الفنان الضيف عن طوره، فأهانه وسأله عن عمره وطلب أن ياتي له بليق بأسماء إعلاميين ذو خبرة لتقييمه ، فقاطعه أبوحنّا مؤكدا أنّه يمثل الجسم الصحفي وأنّ شادي لم يصدر أيّ أغنية ناجحة منذ أكثر من سبع سنوات تقريباً…ليدخل مجدداً بليق على المواجهة طالباً من شادي الإعتذار من الضيف الإعلامي أبوحنّا الذي هدّد بالإنسحاب من الحلقة، إذا إستمرّ شادي بالتقليل من إحترامه…ولكن الفنان رفض معتبراً أنّ أبوحنّا هو من أساء له، ليظهر من حديثه مع بليق إذا قرأنا بين السطور أنّ النجم ناصيف زيتون هو عقدة شادي أسود.

وتذرع  الفنان شادي أسود أنّ السبب وراء إهماله ملاحقة عمله الأخير منذ سنة كان تلقيه إتصالاً من والده يقول فيه أنّه تمّ إستدعاء أخيه للإحتياط في الجيش، ما أجبره على العودة إلى وطنه لملاحقة الموضوع، مضيفاً أنّه لديه 16 أغنية، منها مسجّل ولكن هو لا يريد العودة في ظلّ هذا الوضع، فإما أن يعود بقوة أو لا يعود أفضل.

حلقة ناجحة و مثيرة للجدل ومليئة بالاسرار قدمها الإعلامي بليق، وختم فيها فقرته أبو حنّا بعبارة برأي عدد كبير من الذين شاهدوا الحلقة أنّه أي أبو حنّا قد لخص فيها الحالة النفسية لشادي أسود، فقال أنّه بداية كان يظنّ أنّ شادي هو ضحية الوضع السوري وضحية برامج المواهب وشركات الانتاج …ولكن يبدو أنّه ضحية نفسه و بأنّه هومن لا يريد المثابرة.

وقبل أن يشكر بليق ضيفه أبوحنّا، عاد وكرّر شادي أنّه يريد أحد مضطلعاً على وضع الساحة الفنية ليقيمه مردداً كالاعلاميين نضال الاحمدية وجمال فياض وجهاد أيوب ورندا المرّ، الا أنّ جواب أبو حنّا كان أكثر حنكة ولم يسمح لشادي بتحقيق رغبته بإستفزازه، فقال بإنّ  من جاء على ذكرهم الفنان الضيف هم أسماء كبار، وبأنّه لا يقيّم صوت شادي أسود على درجات السلم الموسيقي بل هو يتحدث إنطلاقا من مسيرته الفنية على المستوى الاعلامي، وهذا الأمر يظهر جليّاً للعلن وليس سرّاً.

وفي الفقرة الأخيرة من الحلقة، سأل بليق ضيفه عن ما قاله عن فضل شاكر، فقال “الله يسامحك يا فضل شاكر، خليت غياب الحصان عن الساحة يخلق فرص عمل للحمير”،ما إستفزّ بليق متسائلاً من يقصد شادي بالحمير، ولم يحدد الأخير إجابته. وأشار إلى أنّ حلمه أن يكون كالسوبر ستار راغب علامة، مقدماً له الإعتذار…وقدّم الفنان شادي أسود أغنية حصرية عبر برنامج “بلا تشفير” على أمل أن يستطيع أن يصورها ويسجلها…وطلب شادي السماح من والديه في حال توفي، لكلّ ما سببه من متاعب لهما ولأخيه هادي قال:” إشتقتلو بصمت والله يطول بعمره” وأقسم أنّه فرح بدخول أخيه هادي إلى الفن أكثر من فرحه حين نجح . وقدم شادي مقطع من أغنية “يا خيي” والدمع محبوس في عينيه، وشكر بليق ضيفه معترفاً أنّه نجماً، ليختم الحلقة شادي بأغنية ” مشتقلك بدي شوفك”.

أخيراً، عند نهاية الحلقة يغير المشاهد رأيه، فحين يضع نفسك مكان الفنان شادي أسود وتحت ضغط الإعلامي تمام بليق المستفز وجرأة الإعلامي دومينيك أبوحنّا في نقل أسئلة يطرحها الرأي العام، بكلّ موضوعية، تقع في حيرة من أمرك، فبعيداً عن أنّ الفنان شادي أسود مطالب بإعتذاز للإعلامي أبوحنّا الذي لم يسيء له بل قال وقائع حقيقيه، نجد أنّ شادي أسود كما قال أبوحنّا أخطأ بخياراته وأنّ التذرع بأسباب مقنعة حيناً وواهية أحياناً، وجمهوره في العالم العربي له حق عليه وبسهولة يستطيع إستعادة بريقه وبالرغم من كلّ ما قاله وبحسب المثل الشائع “الحيّ أبقى من الميت”، والحزن يجب أن يبقى في قلوبنا وننتفض على الواقع فواقع السياسة العربية والعالمية لا يحركه أفراد ولا أحد يستطيع تغيير أي شيىء سوى اللاعبين الأساسيين…وإلى النجم شادي أسود لا شكّ أنّ هادي أيضاً إشتاق لك كما جمهورك، فمن يملك الإصرار والعزيمة و الصوت الجميل لا يحتاج إلى شركة إنتاج ولا إلى المكابرة، بل إلى التواضع وإلى الإعتراف بالأخطاء والإستفادة منها والإنصات للنقد من أجل التقدم بثبات نحو والتحليق مجدداً في سماء الساحة الفنية.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram