خاص – يوسف شعبان: جسدت دور الشاذ بحمام الملاطيلي بتركيبة نفسية صارت تُدرس بالمعاهد!

بيروت – إبتسام غنيم

نجم كبير من عمالقة الفن الجميل، لم يقدّم طوال مسيرته الفنية الا الاعمال القيّمة التي تخدم قضايا المجتمع وترفع من شأنه، وقد جرى تكريمه هذا الغام في الوطن الاحبّ الى قلبه لبنان في مهرجان “الزمن الجميل أواردز”، الذي يترأسّه الجراح التجميلي الدكتور هراتش سغبازريان.  وإعتبر النجم شعبان أن هذا التكريم قد رفع من روحه المعنوية خصوصاً أنّه كان يمرّ بأزمة صحية في الفترة الاخيرة. معه كان هذا اللقاء المطوّل الذي خصّنا به في حينها، للتحدّث عن الأدوار التي جسّدها في مسيرته الفنية، عن غيابه عن سباق الدراما الرمضاني وعن  السينما في الآونة الأخيرة.

وقدتحفّظنا عن نشره لحين قرب إنتهاء الموسم الرمضاني، للكشف عن الرسالة المبطنّة التي وجهها الكبير يوسف شعبان لصنّاع الأعمال الدرامية والسينمائية؟!

 

* ما سرّ غيابك عن الفن منذ فترة؟

– قدّمت قبل سنوات قليلة بطولة إلى جانب النجمة الهام شاهين في مسلسل “معالي الوزيرة”، بعدها تلقيت دوراً شرفياً في مسلسل “الهرم الرابع”، وبإنتظار الدور الذي يليق بسني وتاريخي.

*جيلك منبع الاصالة والزمن الجميل، ما الفرق بين الأمس واليوم؟

– الفن بشكل عام تغيّر في مضامين كثيرة، أين الاعمال التي تخدم قضايا المجتمع؟ أين الاعمال التي تظهر جشع الناس وتهميش المساكين؟ أين الاعمال التي تظهر القيم والاخلاق كما كنا نظهرها في أعمالنا السابقة؟ انا مع الاجيال الشابة ويوماً ما تسلّمت الراية ممن هم أكبر مني وإستفدت من تجربتهم وخبرتهم، ومرة لم أتذمر من نصيحة أو من ملاحظة.

*قدمت اعمالاً كثيرة في لبنان، ماذا يعني لك؟

– للبنان الحبيب ذكريات لا تنسى، كنت دائماً أتواجد في بيروت، سواء كنت أصوّر أعمالاً فنية من عدمها. أعشق هذا البلد بأهله وطعامه ومناخه ورقيّه، حتى الاعمال التي شاركت فيها بلبنان لها مكانة طيبة في قلبي مثل “الحب في باريس” مع الغالية الصبوحة رحمها الله، و”قطط شارع الحمراء” وغيرهما.

كرم مطاوع غيّر مساري ومعجزة فاتن حمامة نقلتني للنجومية!!

*أعلم أنك كنت رساماً؟

– (يضحك ويقول) كنت متفوقاً بمادة الرسم،  وكنت أريد أن أدخل معهد الفنون لاصقل موهبتي، لكن أهلي عارضوا فكان أن إنتسبت الى كلية المحاماة، علماً أنني أملك موهبة ثانية هي الشعر وكتابة الخواطر. وحين إلتقيت بالفنان الراحل كرم مطاوع ، بدأت مشواري الفني، فإلتحقت  بفريق التمثيل في الكلية. ثم قدمت أوراقي للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث تركت الدراسة بكلية الحقوق، وكنت حينها في السنة الثالثة لأتخرج بعدها من المعهد العالي للفنون المسرحية.

*و كيف بدأت مشوارك الفني؟

– عندما كنت طالباً مثلت “سالومي” على المسرح، وبعد التخرّج مثّلت ادواراً صغيرة، مثل “في بيتنا رجل” مع عمر الشريف ورشدي أباظة، الى أن كانت النقلة الكبرى من خلال سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بفيلم”المعجزة”، حيث لعبت دور الشرير الذي يترأس العصابات وكان هذا العمل فاتحة خير عليّ ولفت الانظار تجاهي. و بعد”المعجزة”،أصبحت العروض تتوالى، فقدمت”زقاق المدق” و”ميرامار”،”أيام ضائعة ” وغيرها.

*لكن يبقى دورك بفيلم “حمام الملاطيلي ” الاكثر جرأة بتاريخ السينما؟

– صحيح والفيلم لصلاح أبو سيف، والعمل ضمّ نحبة من الممثلين وتميّز بجرأة وواقعية لم يسبق أن شهدتها السينما. ولا تنسي أن الاستاذ صلاح رحمه الله كان مخرج الواقعية. جسدت شخصية الشاذ الموجودة في كل المجتمعات والتي كانوا يرفضون حتّى أن يعالجونها أو يتطرقوا اليها. وقدّمتها بتركيبة نفسية معينة ونجحت فيها نجاحاً ساحقاً. وأعتبر الدور من أهم أدواري بدليل أنه يُدرّس اليوم في المعاهد التمثيلية.

*وماذا عن التلفزيون الذي كان لك فيه نصيب الاسد؟

– لم أقدّم الا ما يرضي قناعاتي ويفيد المتلقي مثل أعمالي “الشهد والدموع” الذي حقق نجاحاً مدوياً في الوطن العربي، “المال والبنون”،”ضمير أبله حكمت”،”هالة والدراويش”،”الحقيقة والسراب”،”ليالي الحلمية” و”الضوء الشارد” وغيرها من الاعمال التي أفتخر بها.

* ما هو العمل الذي تتمنى تقديمه اليوم؟

– أريد أن يكون العمل صعيدياً لاني أحب الاعمال الصعيدية، وكما ذكرت لك أن يليق بتاريخي الفني وبسني.

خبر تكريمي رفع روحي المعنوية والزمن الجميل قيمة للعمالقة.

*كيف استقبلت خبر تكريمك بلبنان بمهرجان “الزمن الجميل اوادرز” الذي يترأسه الجراح الدكتور هراتش سغبازريان؟

– تلقيت تكريمات كثيرة على مدار تاريخي الفني، ولكن فرحتي بهذا التكريم عارمة، لانها صادرة من وطن أعشقه هو لبنان.  كما أنّ المهرجان يحمل قيمة للنجوم والعمالقة من الممثلين والمخرجين، في ظلّ تدنّي مستوى الفن في بعض الاعمال، وبالتالي تجاهل الرموز القيّمة وما يترتب عليها من إساءة للفن والحضارة ولإهدارهم تاريخ مصر السينمائي الممتد على مدار 120 سنة سينما، وكذلك حضارتنا المنتشرة في كل البلدان العربية.

 

*وماذا تقول لمهرجان الزمن الجميل؟

–  تكريمي في هذا المهرجان الراقي جعلني أشعر بأنني فنان موجود وصاحب تاريخ فني عريق، وأملك جمهوراً ومحبين، مما ساهم في إرتفاع حالتي المعنوية والصحية، خاصة أنني عانيت من وعكة صحية خلال الآونة الأخيرة، وجزيل الشكر للجراح التجميلي الدكتور هراتش  على مبادرته لتكريم النجوم العرب في وطننا الحبيب لبنان.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram