خاص – لور دكاش أسطورة من لبنان وهذه هي حفيدتها المطربة الشابة

 

بيروت – إبتسام غنيم

من منا لا يعرف الاغنية الخالدة”آمنت بالله.. نور جمالك آية من الله”، ومن منا لم يحفظ لحنها الجميل الذي يجذب الآذان الموسيقيّة المثقفة؟ ومن منا لا يعرف أن وراء هذه الاغنية القيمة مطربة وملحنة كبيرة، بل ومبدعة من لبنان هي لور دكاش، التي باتت مؤخراً صورها ضمن صور المبدعون من لبنان على شاشات معلّقة على الحائط في مطار بيروت الدولي..

لور دكاش برزت موهبتها الفردية وهي إبنة سبع سنوات، حيث لحنت وغنّت لوالدتها التي تركتها طفلة عقب إنفصالها عن والدها الذي صب جام إهتمامه على تربية وحيدته التي أوّل ما غنّت من كلمات والدها السيد جورج دكاش أغنية عن معنى حرمان الامومة وتقول كلمات الاغنية :”طن طن جرس مدرستي/ طن طن ما في بتمي ولا سن/ صرت دبدب ع دياتي بدي الماما ترضعني حليباتي)، وكانت الطفلة لور كلّماغنّت تلك الاغنية تبكي بمرارة وهي لا تزال إبنة سبع سنوات، بعدها أحضر لها والدها الفنان بيترو  طراد ليصقل لها موهبتها الفنية، خصوصاً أنها صارت تستمع في ذلك الوقت لكوكب الشرق أم كلثوم.. وكبرت لور ودخلت غمار الغناء وقدّمت أول قصيدة للشاعر بطرس معوض وهي”طلوع الفجر”، تلتها قصيدة ثانية هي “نامي هنيئاً فإن القلب مأواك”.. وكانت لور تعشق مصر فقصدتها وهناك غنت للزعيم سعد زغلول، ليرشحها بعد ذلك الموسيقار محمد عبد الوهاب لفيلمه “الوردة البيضاء” لكنها لم تستطع التمثيل بالفيلم لانها كانت قاصراً، وعادت الى لبنان وتابعت نشاطها الفني، وتزوجت من السيد فؤاد سرور وأنجبت منه طفلا.

وبعد رحيل الزوج عادت إلى مصر وأقامت هناك وحملت الجنسية المصرية، وقدّمت رائعتها “آمنت بالله” غناءً ولحناً، وربطتها صداقات وطيدة بكبار الملحنين والمطربين كما شاركت بفيلم “الموسيقار” وأوبريت “الرجل السعيد”.. وفي العام 2005 رحلت لور دكاش عن عالمنا ودفنت في مصر الوطن الذي عشقته، واليوم تتابع مسيرتها الفنية بخطوات ثابتة حفيدتها المطربة زينة سرور التي تعزف العود تماماً مثل جدّتها، وتقيم في مصر، كما أنها خريجة برنامج “ستديو الفن”، وكثيراً ما تطل زينة عبر الوسائل الاعلامية بمصر ليحاورونها عن جدتها صاحبة الإرث الفني القيّم مؤكدة بالقول من أنّها فخورة كونها حفيدة المطربة الكبيرة لور دكاش، التي تحمل إسمها أي لور، بينما اسمها الفني هو زينة وهو الاسم الذي اختاره لها المخرج سيمون أسمر عندما كانت تتبارى ببرنامج”ستديو الفن”.

وتشير زينة الى أنّ إخوتها كلهم يتمتعون بأصوات جميلة ويجيدون العزف وأن ثلاثة منهم يعملون في المغرب، بينما هي إختارت مصر لانها تعشقها..وعن عدم إعادتها تقديم أغنيات جدتها بتوزيع جديد، أكدت زينة من أنها تفضل أن يكون لها بصمتها الفنية الخاصة بها، لكنها بالمقابل قد تعيد أغنية”آمنت بالله” التي تعشقها. وأضافت من أنها سجلت مؤخراً اغنية لمصر وأخرى رومانسية بعنوان”لما بتسلم عليا”، وأشارت من أنها تحبّ التمثيل، وفيما لو تلقت العرض المناسب ستقدم على تلك التجربة فوراً…

وعن إمكانية تحويل قصة جدتها الى مسلسل خصوصاً أنها حافلة بالمحطات المهمة والدرامية على السواء، قالت أنّه على كل الاسرة أن توافق وأنها تتمنى أن تجسد هي بنفسها شخصية جدتها، لاسيما وأنها تعرفها عن كثب وكانت تشجعها أي لزينة على الغناء كما أنها تحمل إسمها الحقيقي.

وأكدت زينة أن لور دكاش ليست مجرد مطربة عادية مرت بتاريخ لبنان الفني، بل هي أسطورة ، إذ وصفها كبار الملحنون بالنابغة، ومن أن التلفزيون الفرنسي كرّمها كونها صاحبة 120 لحناً، كما أنّها الوحيدة التي تم اختيارها للغناء بإحتفالية بوردو لفنان الشعب سيد درويش، وأختيرت عضو ضمن لجان تحكيم في مهرجانات غنائية كثيرة، وصدر بفرنسا كتاباً عن مسيرتها الحافلة بالمحطات الفنية والدرامية على السواء، منها إنفصال والديها، حرمانها من عاطفة الام، فقدان وحيدها أي والد زينة الذي مات بالحرب اللبنانية الاهلية، تمسكها بلبنانيتها وعشقها لمصر التي عاشت ودفنت فيها، غنائها ضد الاستعمار ومنها قصيدة للزعيم سعد زغلول التي غنتها على ضريحه وتقول كلماتها”ياروح سعد قد سكنت قلوبنا”، بالاضافة للاعمال الاذاعية والديوهات، والتراتيل وأيضاً الانشاد الديني على السواء مثل قصيدة”الله أكبر”..

وعن ماذا ورثت من لور دكاش تقول زينة:”العزف على آلة العود بالفطرة وحبي للغناء والعمل بهدؤ وبلا ضجيج، بالاضافة لعشقي للبنان ومصر على السواء وقد ترجمت هذا الحب بأغنية جمعت فيها لبنان ومصر”…يذكر أن المطربة زينة قد أطلت مؤخرا مع النجم سمير صبري بحوار”مع العمر” وتحدثت فيه عن جدتها المطربة الكبيرة لور دكاش وكان حواراً شيقاً للغاية.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram