خاص – عبد السلام النابلسي..لقب بالكونت دي نابلوس فتبرأت منه أسرته ومات في لبنان!

بيروت – إبتسام غنيم

كوميدياً من الطراز الرفيع ،ممثلاً بارعاً قادراً على إنتزاع البسمة من القلب من دون أي تكلف أو تصنع في الإداء. إنّه الفنان عبد السلام النابلسي الذي عُرف بخفة ظله وعصبيته الطريفة، حتى في أشد المواقف حرجاً، فحمل لقب “الكونت دي نابلوس” ليصبح بعدها إكسلانس الكوميديا الأرستقراطية.

ينتمي عبد السلام النابلسي المولود عام 1899 لأسرة تتوارث المناصب الدينية في نابلس، وعندما سافر إلى القاهرة ليتعلم في الأزهر الشريف،عمل بالفن فكان أن تبرأت أسرته منه.

مثّل في بعض الفرق المسرحية ومنها فرقة رمسيس، فلم يحالفه الحظ كممثل مسرحي فاضطر للعمل كمحرر في الصحافة قسم الترجمة كونه كان يتقن اللغة الفرنسية، وحصل أن تعرف على المخرج أحمد جلال فقدمه للمنتجة آسيا داغر ليظهر ببعض أفلامها في لقطات صامته، ثم عمل مع الأخوين لاما والمخرج توجو مزراحي، ليلتقي فيما بعد بالموسيقار فريد الأطرش ويظهر معه في عدة أفلام، والذي كان هو و الشحرورة صباح أقرب الأصدقاء إلى قلب النابلسي.

أصبح إسم عبد السلام النابلسي معروفاً بالأوساط الفنية فقدم عدة أفلام مع عبدالحليم وصباح وسعاد حسني وفاتن حمامة وغيرهم من عمالقة التمثيل ومن أبرز تلك الافلام شارع الحب، ايام وليالي، ليلى بنت الريف، ليلى في الظلام، القناع الاحمر، يوم من عمري، أرض السلام، رسالة غرام، انت حبيبي، ضحك ولعب وجد وحب، السبع بنات، بدوية في باريس وغيرها…

كان الكونت عبد السلام النابلسي يتميز بأدائه المتفرد كونه لم يكن يحب حفظ الحوارات بل يتعمد أن يرتجل الموقف، ومن هنا عرف كيف يجعل الناس يضحكون بطريقته النابلسية كما كان يسميها.

وكان النابلسي في حياته الخاصة يعشق الادب وسريع البديهة، وتميزت حياته على مدار أربعين سنة بالطرائف والالم لاسيما في السنوات الاخيرة، عندما قدم الى لبنان بعد خلافه الشهير مع مصلحة الضرائب التي حجزت على أثاث منزله في الزمالك،كونه لم يكن يملك المبلغ المطلوب تسديده وهو 13 الف جنية.

وفي لبنان التقى العازب الكوميدي بنصفه الحلو جورجيت سبات التي أصبحت فيما بعد الممثلة جورجيت النابلسي، وتزوجها خطيفة وعاشا معاً أجمل أيام العمر.

بعدها سافر عبد السلام إلى تونس ليشارك بفيلم “رحلة السعادة” وهناك تراجعت صحته، وما إن عاد إلى لبنان حتى توفي عام 1968 مما جعل الإذاعة اللبنانية توقف البث وتذيع الخبر الأليم.. وكان الاكسلانس الارستقراطي يقول إن الحياة مثل السينما كل يلعب أدواره وكل يُجازى في النهاية على دوره.

 

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram