خاص – ملحم بركات في يوم عيده…مجداً ستتوارثه الأجيال وإنطلاقة فنية لافتة لحامل الأمانة وعد

 

بيروت – ريم شاهين

ملحم بركات، موسيقار بحجم الوطن، على أنغام ألحانه وأغانيه عشقنا الوطن الذي حلم به أبو مجد، فصدق حين قال “صار بدنا حريق” في ظل الفساد المستشري في الدولة و المحسوبيات و المصالح الشخصية التي جعلت اللبناني يحلم كل يوم بالإبتعاد عن أرض أجداده، ليكتفي بغناء نشيد الموسيقار الراحل “موعدنا أرضك يا بلدنا” من  بعيد. فالإقتراب من هذا الواقع السياسي والإنتهازي المؤلم الذي نعيشه لن يكفي و إن كان “عبالي كلمة مني” لفضحه.

نعم، يا أبو مجد ودّعك الوطن ومهما قيلت من شهادات فيك لن تكون بحجم قيمتك الفنية والإنسانية، ومهما طمأن السياسيون قلبك بأن الوطن أصبح أفضل ويسير على خط مستقيم ليصبح صورة رسمتها في خيالك و لا يبقى منها سوى أرز لبنان حقيقة، لا تصدقهم يا أبو مجد، فهم كذبوا ولا زالوا يكذبون  عليك وعلينا!

وعشية عيد ميلاد الموسيقار الراحل، الذي خطفه المرض في 28 أكتوبر الماضي، العالم كله إحتفل بعيده وغصّت مواقع التواصل الإجتماعي بالتغريدات والمنشورات والصور ومقاطع فيديو من أغانيه، من أهل الفن في لبنان والعالم وعشاقه ومحبي فنه. وقد خصّص الإعلامي المميزطوني خليفة  حلقة إستثنائية وفاء للموسيقار الراحل حلقة “الوفا_بالوعد”، الذي منها أعلن نجل الموسيقار أبو مجد، وعد بركات عن إنطلاقته الفنية، بالرغم من الحمل الكبير والإرث الفني الإستثنائي الذي تركه له. وعد بركات، لن يكون فناناً عادياً فكل خطواته ستكون محسوبة لأنّه إبن موسيقار الأجيال، فأي خطأ فني قد يقترفه وعد بركات، سيدفع ثمنه مضاعفاً.

إفتتحت حلقة “الوفا_بالوعد” بأغنية “يمكن نتهنى بحبك مع تغيير في كلماتها بصوت وعد بركات حامل الشعلة.الأرزة كانت أجمل هدية تلقّاها الموسيقار الراحل وحين زرعت أرزة بإسمه قال :” حتى لو راح الفنان من هالوطن طمنت بالي إنو أنا باقي”.

شهادات من السياسيين النواب حكمت ديب و أنطوان زهرا وهادي حبيش و الوزير السابق وئام وهاب و السفير السوري علي عبد الكريم علي.ثم تحدث الشاعر نزار فرنسيس عن وطنينة موسيقار لبنان، لبنان الذي غناه و تغنى به وأسف لواقعه و حلم به أجمل البلدان.

وفي ريبوتاج مصوّر، كلمات الزوجة ورفيقة الدرب رندا بركات امتزجت بالحنين ودموعها تجمدّت في عينين لا تفارقهما صورة أبو مجد.الصدفة، جمعت بين رندا وملحم فأصبحت”مرتو حلوي ما بطلقها”، لكنه طلقها وعاد بعد زواجه من الفنانة مي حريري، إلى حضنها. حب تحدّى مصاعب الحياة ولم يخفف الموت من وهجه، فكما أبو مجد خالد في قلوب عشاقه، الموت لم يستطع إبعاده عن رفيقة عمره رندا بركات.

رفيق الحياة وصديق العائلة الشاعر نزار فرنسيس وأستاذ الموسيقى طوني البايع، أشرفا معاً على بلورة موهبة حامل الوعد، وعد بركات، الذي لن يكون حكم الناس والصحافة على فنه بالأمر السهل، فيجب الحكم على  وعد  كفنان وليس كنجل  موسيقار لبنان أو المقارنة بينه وبين المقدرة الفنية لوالده الرحل ملحم بركات.

ولا يختلف إثنان على أن الموسيقار الراحل لم يحب الإعلام ولكنه أحب الإعلاميين، وعن ذكرياته مع الإعلاميين وفاء الشدياق وميراي عيد وروبير فرنجية. وبين ما روته الشدياق عن تكهنه بيوم رحيله في جوّ من المزح وعن لمس عيد لتواضع وبساطة موسيقار كبير مثله وعن ذكريات فرنجية معه، يبقى الموسيقار الراحل أيقونة الفن اللبناني، فصوته صلاة وفنه إرث فني خالد ستتوارثه الأجيال على مدار السنوات.

ورأى الشاعر نزار فرنسيس أنّ وعد على مستوى التلحين جاهز فهو يملك جمل لحنية رائعة، وأكد طوني بايع أنه من الناحية الوراثية يملك  نبرة مشابهة للموسيقار الراحل بنسبة 80%، ولكنه بالطبع خضع للتمرين وسيواصل لأن كل فنان يثابر على تمرين صوته باستمرار من أجل الإبداع.

وقد قدم وعد ملحم بركات خلال الحلقة أغنيتين الأولى “انشالله بتسلمي” والثانية “شو ذنبو المغروم” من كلمات الشاعر نزار فرنسيس وألحانه وتوزيع المايسترو إيلي العليا. أغنيتان تبشران بولادة نجم جديد من آل بركات، نجم اقترن إسمه بمجد وإرث والده الفني، الذي رأى فيه الموهبة منذ سمعه لأول مرة، ونصحه بتمرين صوته وبلورة قدراته الفنية قبل أن يفكر بالإنطلاق في عالم الفن.

أستاذ الموسيقى طوني البايع الذي يشرف على التدريبات الفنية لوعد، إعتبر أنّ الموسيقار الراحل مدرسة وعلم وثقافة يجب أن تدرس في المدارس والمعاهد الفنية. وفي الوقت الذي يدرس فن الموسيقار الراحل ملحم بركات في سوريا قال فرنسيس أن على الإعلامي طوني خليفة أن يتوجه إلى المسؤولين ولماذا لا يدرّس فن هذا الموسيقار الكبير في لبنان.

وفي ختام الحلقة، اجتمع المشاركون في الحلقة حول قالب الحلوى على أنغام أغنية “عيدك يللي إنت العيد”، وعاهدوا الموسيقار الكبير على الوفاء لفنه، هو الذي كتبت أحرف إسمه بنغمات عكست مشاعر متناقضة من الحب والأمل والحياة والحزن واليأس وحافظ هذا الوطني الكبيرعلى حلمه بأن مهما عصفت به الأعاصير، فلبنان باق وخالد.

في عيدك الأول وبعد أشهر على فقدانك، مجدك يا أبو مجد سيخلّده التاريخ على مرّ الأجيال، وستبقى أغانيك وألحانك وأعمالك المسرحية والسينمائية فخر كل لبناني ورحلة بحث لكلّ فنان يبحث عن الإبداع.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram