خاص – حسن فايق أضحك الملايين وحارب الفتنه فأصيب بالشلل وتزوج من شابة

 

مصر- إبتسام غنيم

لا تتوقف شهرته عند لقبه “أبو ضحكة جنان” بعدما عرف بأدواره الكوميدية سواء على خشبة المسرح أو في السينما،لأن حسن فايق كان له دوراً سياسياً لا ينسى في مقاومة الاحتلال البريطاني،ومكافحة خطر الفتنة الطائفية في مصر بفنّه وإيمانه بأن قضية الاستقلال لا غاية سواها.

ولا عجب أن يكون صديقه المقرب الزعيم الراحل سعد زغلول قائد ثورة ١٩١٩ لمكافحة الاحتلال،ودائما ما نتذكرها بشعار “يحيا الهلال والصليب” ويد القسيس في يد الشيخ،وتبادل رجالات الدين المنابر،فهكذا تنبّه المصريون لارتباط الاحتلال بالفتنة الطائفية فكانت مبادراتهم هي الأوضح من أجل التسامح،ونبذ أشكال العنف والانتباه لمصالح الوطن.

وأول شكل تمثيلي تناول أزمة الفتنة الطائفية بشكل مباشر وأساسي،وأبطاله عائلتين من المسلمين والمسيحيين، كان فيلماً عنوانه “أحمد وحنا” ،وهو أول عمل يعالج مضمونه الوحدة الوطنية و عرض أثناء ثورة ١٩١٩.

وذكر كتاب “أبيض وأسود” للكاتب أشرف بيدس أن الفنان الراحل حسن فايق ،الذي ولد في ٧ يناير/كانون الثاني ١٨٩١ – ١٤ وتوفي في سبتمبر/ايلول ١٩٨٠، كان أوّل من قدّم عملاً فنياً يدعو للتعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين أثناء ثورة ١٩١٩. وكان العمل عبارة عن منولوجات تحثّ المصريون على مقاومة الاحتلال الإنكليزي.

حسن فايق، واحد من كوميديانات زمن الفن الجميل، وصاحب أشهر صلعة وضحكة في تاريخ السينما المصرية، قدم حوالي ٢٠٠ عملًا فنياً رسم خلالهم الضحكة على شفاه الملايين،إذ اشتهر فايق في بداية حياته كمنولوجيست يحرص على إنتقاد الواقع وتناول قضايا مجتمعه عبر المونولوجات، وهو ما كان يفعله في المسرحيات التي قدمها في فرقته، إذ إختار أن يناقش موضوعات إجتماعية ووطنية،فجعل المسرح منبراً يخاطب به الجمهور،ويبث فيه روح الوطنية.

وقد عكست أعماله المسرحية والسينمائية إيمانه بقيمة الفن والدورالذي يجب أن يلعبه في تقديم رسالة للجمهور.

وناقش في أعماله قضية الفتنة الطائفية ،التي حاول الاحتلال الإنكليزي إشعالها لينشغل  بها الشعب المصري عن قضيتهم الأساسية وهي الاستقلال.

حسن فايق من مواليد محافظة الاسكندرية، حصل هناك على الشهادة الابتدائية وبدأ حياته العملية مبكرا كبائع في محلات ملابس للسيدات، وعشق الفن بمداومته على مشاهدة عروض فرقة سلامة حجازي، ليبدأ حياته الفنية في عمر ١٦ عاماً، إذ كوّن مع يوسف وهبي وحسين رياض جمعية “الاتحاد” التمثيلية”، وقدموا بعض المسرحيات التاريخية بعضها من تأليف حسن فايق نفسه.

ثم إشترك مع عزيز عيد ونجيب الريحاني في فرقة الهواة، وعندما توقف نشاط الفرقة بعد ٣ أسابيع من تكوينها إنضم إلى فرقة سلامة حجازي، واشترك في مسرحية “أنيس الجليس” التي ضحك فيها ضحكته الشهيرة لأول مرة.

الممثل الراحل عمل في معظم الفرق المسرحية الشهيرة في ذلك الوقت،من فرقة يوسف وهبي والفرقة القومية التي كان يتولاها زكي طليمات وإنتقل بعدها لفرقة نجيب الريحاني ومنها لفرقة إسماعيل ياسين وإشترك في مسرح الدولة من خلال العمل بفرقة التلفزيون. تمكن في أدواره البسيطة وخفة دمه وضحكته من خلق مساحة منفردة ذات طبيعة مختلفة على الشاشة،بالرغم من أن معظم أدواره في السينما كانت أدوراً ثانيةً.

تزوّج “أبو ضحكة جنان” مرتان، استمرت الزيجة الأولى حوالي ٤٠ عاماً ونتج عنها ابنتيه، وإنتهت بوفاة زوجته. بعدما تجاوز الستين وجد نفسه وحيداً خاصة بعد زواج إبنتيه،فقرّر الزواج من أخرى من فتاة كانت تصغره بحوالي ثلاثين عاماً، الأمر الذي جعل الصحافة تهاجمه،خاصة وأنه لم يكن تجاوز على رحيل زوجته ٤٠ يومًا.

وأضطر حينها فايق أن يدافع عن نفسه قائلًا: “أنا رجل إعتدت الحياة الأسرية، وشقيقتي جاءت لتعيش معي بعد رحيل زوجتي. وليس من المعقول أن تترك بيتها وزوجها للتفرع للعناية بي، خصوصاً أنّ ابنتاي تزوجتا، ورجل في مثل سني يحتاج إلى من يرعاه ويخدمه. وأنا لن أقبل أن تكون هذه الرعاية من خادم أو خادمة لذلك تزوجت، بناتي غضبتا في البداية لكنهما بعد ذلك تفهمتا موقفي، واقتنعتا لأنهما لديهما حياتهما الخاصة”.بعدها أصيب الفنان الكوميدي بالشلل النصفي، لينتقل إلى المستشفى الإيطالي في العباسية،وأحاطته زوجته الثانية،التي تصغره بثلاثين عاماً،بكافة سبل الرعاية الكاملة.

حسن فايق الذي نجح في رسم الضحكة على شفاة ملايين المشاهدين الذين شاهدوا أفلامه ومسرحياته، عانى كثيراً من محنة المرض التي تسببت في حزنه وشقائه ما يقارب ١٥ عاماً، بعد تجاهل المسؤولين لعلاجه ليضطر أن يرسل مذكرة لهم للتدخل،فقرّر الرئيس محمد أنور السادات صرف معاشاً استثنائياً له، ومع ذلك فقد إزدادت كآبته وحزنه وحالته الصحية تدهورت بسبب بعده عن الفن الذي يعشقه وتم نقله إلى مستشفى هليوبوليس ولم يمكث بها سوى أيام قليلة حتى فاضت روحه في ١٤ ايلول/سبتمبر عام ١٩٨٠.

من أهم أعماله الفنية”شارع الحب”، “خطيب ماما”،”قلبي دليلي”،”عنبر”،”لعبة الست”،”سكر هانم”،”حسن ومرقص وكوهين”،”اسماعيل ياسين في جنينة الحيوانات”،””العيش والملح”،”قمر ١٤”، “بلبل افندي” وغيرها من الاعمال التي كرسته نجماً كبيراً ذو خصوصية بالتمثيل.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram