الدلوعة شادية..برعت بكل الفنون واعتزلت بهدوء… خمس قصص حب…والزهايمر في عمر الـ ٨٦

 

بيروت – ابتسام غنيم

منذ سنوات طويلة والنجمة الكبيرة شادية غائبة عن الاضواء ترفض الاطلالات مهما كانت الاغراءات المادية باهظة، وتعمد الى الاعتكاف ببيتها، لكنها بالوقت عينه لا تتوانى من السؤال عن زملاء الفن ورحلة العمر. وكان قد تردد مؤخراً انها ألمت بوعكة صحية بسيطة سرعان ما تعافت منها، لكنها باتت تعاني بعض الشيء من مرض العصر الزهايمر بحكم السن.. ولكن من هي شادية دلوعة الشاشة التي برعت بكل الفنون وغنت لمصر بوطنية خالصة؟ ومن هم ازواجها؟

ولدت فاطمة كامل شاكر أو “شادية “فى حي الحلمية الجديدة بالقاهرة عام ١٩٢٩، وكانت تتمتع منذ طفولتها بالرقة والصوت العذب والجمال الساحر. بدايتها كانت من خلال صوتها فقط الذي وضعته على مشاهد حكمت فهمي بفيلم”المتشردة”،ومن بعدها كان لها مشاركة صغيرة بفيلم”أزهار وأشواك” الذي لم ينجح إطلاقاً،وذلك عام ١٩٤٧، لكنها لم تيأس لإيمانها بموهبتها الفطرية. وقدمت  في نفس السنة أول بطولة لها بفيلم”العقل في إجازة” مع المطرب محمد فوزي، وبدأ الحظ يضحك لشادية فكونت حينها مع الفنان كمال الشناوي في مرحلة الخمسينات ثنائياً فنياً مميزاً، واستمر تعاونهما على مدار ٢٥ سنة.

في تلك الفترة أي عام ١٩٤٨ عرفت شادية الحب الأول فى حياتها، و كان عمرها ١٩ عاماً لشاب ضابط فى الكليه الحربية، وقد تمت خطبتها إليه، ثم إنفصلت عنه لانها لم تكن موافقة على طلبه بإعتزالها الفن لكنّه استشهد في حرب فلسطين عام ١٩٤٨.

سنة ١٩٥٢ كانت أكثر السنوات إزدهاراً لها في السينما، حيث قدمت ١٣ فيلماً، أي بمعدل فيلم كل شهر.. وفي نفس العام التقت بالنجم عماد حمدي فى “قطار الرحمة”، الذى كان متجهاً للصعيد للاعمال الخيرية، وربطت بينهما قصة حب قوية.وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم “أقوى من الحب” بالإسكندرية عام ١٩٥٣، وكان يكبرها  حمدي بحوالي ٢٣ عاماً ودام الزواج ٣ سنوات لينتهى نهاية هادئة بالإنفصال.

و بعد إنفصالها عن النجم عماد حمدي، ربطتها صداقة وطيدة مع زوجته الاولى أم إبنه نادر الذي كان يعتبر شادية والدته الثانية، ويحبها جداً لرقة قلبها وعطفها عليه وعلى والده أي طليقها عماد حمدي في أيامه الأخيرة.

وفي العام ١٩٥٦ عاشت قصة حب كبيرة مع الموسيقار فريد الأطرش أثناء عملهما معاً فى فيلم “ودعت حبك” وقد إعترف الإثنان بذلك ولكنهما لم يتزوجا وذلك بسبب العناد و الكبرياء الذى سيطر على كل منهم.

وارتبطت “معبودة الجماهير” عام ١٩٥٧ بالمهندس عزيز فتحي الذي تعرفت عليه فى سرداق عزاء الفنان سراج منير، ولم يستمر زواجهما أكثر من ٣ سنوات وانتهى بالطلاق.

أما النقلة الكبيرة في حياة شادية الفنية كانت حين دخلت عالم الإنتاج السينمائي بفيلم “اللص و الكلاب” الذي اشتركت في بطولته أيضاً بدورفتاة غانية تقدم يد العون لهارب من العدالة، يسعى للإنتقام من شركاء الماضي، وخرجت من هذا الدور من عباءة  الفتاة الدلوعة الشقية، وأوضحت بهذه التجربة قدراتها الفنية المختلفة و إمكانياتها فى التنوع.

وبعد قصة حب قوية، تزوجت من الممثل صلاح ذو الفقار،ليعودا وينفصلا عام ١٩٦٩. جاءت فرصة عمرها كما تقول في فيلم “المرأة المجهولة” الذي غنت فيه رائعتها “سيد الحبايب يا ضنايا إنت”وكان دورها من الأدوار التي أثبتت فيها قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار إذ كانت تبلغ حينها ٢٥ عاماً وقدمت دور العجوز.

أما أشهر أغاني شادية فكانت “الو الو” مع فاتن حمامة، “زينة”،”ياسلام على حبي وحبك” مع فريد الاطرش، “مخاصمني بقاله مده”، “سونه يا سن سن”،”إن راح منك يا عين”،”انا إسمي ايرما لادوس”،”سكر حلوة الدنيا سكر”،”حاجة غريبة”، و”تعالي اقولك،” مع عبد الحليم حافظ وغيرها من الاعمال الغنائية، كما قدمت ستة أعمال للإذاعة.

النقلة الأخرى في حياتها من خلال أفلام أخرجت فيها طاقتها الكوميدية مثل “عفريت مراتي”، “مراتي مدير عام”، “كرامة زوجتي”، “الزوجة رقم ١٣”، لتتوالى روائعها التي حفرت تاريخاً لها مثل “اللص الكلاب”، “ميرامار”، “نحن لا نزرع الشوك”، “شيء من الخوف” وغيرها إلى أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم “لا تسألني من انا” مع يسرا ومديحة يسري للمخرج أشرف فهمي.

وفي العام ١٩٨٥ قدمت مسرحية”ريا وسكينة” مع عبد المنعم مدبولي وسهير البابلي،أما آخر ظهور مسرحي لها فكان في “الليلة المحمدية” حيث غنت”خذ بيدي” التي ناجت بها الرسول(ص) لتقرربعدها الاعتزال عقب هذه الحفلة، فارتدت الحجاب واعتزلت واعتكفت.

رفضت شادية عروضاً بملايين الجنيهات للعودة للأضواء،وفضلت الابتعاد تماماً عن حياة الأضواء والإعلام،أو حتى المشاركة في أي عمل إجتماعي،وبالرغم  من غيابها عن الساحة الفنية إلا أن أغانيها الوطنية شكلت إلهاماً قوياً في قلوب المصريين لاسيما أغنية”حبيبتي يامصر”، كما غنت”ادخلوها آمنين”،”مصر اليوم في عيد”، وهكذا حملت الدلوعة السابقة لقباً جديداً هو “بنت مصر” لأنها من أجمل الاصوات التي غنت لمصر بكل حب ووطنية خالصة.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram