طلعت زكريا لموقعنا: لا تهمني التهديدات وسألخص حال الوطن والشعب بعملي

 

بيروت – إبتسام غنيم

طلعت زكريا من الفنانين الذين يتحدثون بإسهاب عن حياتهم وأهم محطاتهم الفنية بتلقائية تجعل المتلقي يشعر أنه مع فنان من الناس وللناس على السواء.. معه بالقاهرة كان هذا اللقاء الذي إسترجع فيه بعض ذكرياته ولقائه بالرئيس محمد حسني مبارك وفيلم”طباخ الريس” الذي حقق له نقلة نوعية بالاضافة إلى تحضيره لفيلم “حارس الريس” الذي قد يثير جدلا له أول وليس له آخراً نظراً لحساسية مضمونه.

*رغم المحطات التي مررت بها من نجاحات ومرض والهجوم عليك بسبب تأييدك للرئيس مبارك إبان الثورة إلا أن شعبيتك ظلت كبيرة؟

– الدنيا ما زالت بخير الحمدلله، وغيري كثر من النجوم الذين مروا بمحطات مريرة وجميلة، إلا أني كما ذكرتي مررت بثلاثة محطات مهمة جداً في حياتي هي تحقيق النجومية، المرض ثم موقفي السياسي المؤيد للرئيس مبارك والذي جاهرت به وصب من جرائه عليّ غضب المعارضين للرئيس مبارك إبان ثورة 25 يناير،وتلك المحطات زادت من شهرتي إذ عندما مرضت ودخلت في غيبوبة كانت كل وسائل الاعلام تتابعني، وحتى عندما تعرضت لهجوم من شباب الثورة ذلك لم يفقدني شعبيتي أبداً،والرب سبحانه وتعالى يختبر صبر المؤمن لذا إبتلاني بالمرض وشفيت بقدرته تعالى، أما بالنسبة لموقفي المؤيد للرئيس مبارك فذلك لاني قابلته وتحدثت إليه وتعرفت عليه عن كثب وكيف يفكر “وقد إيه بحب البلد”، بدليل أنه عندما قامت الثورة بقي على موقفه ولم يهرب وقال على الملاء أنه عاش في مصر ويريد أن يموت بها وهذه الجملة رددها على مسمعي عندما التقيت به ايضاً.

*قلت حينها أن الرئيس مبارك كان شخصية بسيطة؟

– جداً أبسط مما تتخيلين، هو مثل كل الناس يأكل الخبز والكعك والجبنة،”مش اللحمة والفراخ طول الوقت”.

*إنتقدت التغييّب الحاصل من قبل الرئاسة بفيلمك”طباخ الريس” ماذا كان تعليق الرئيس مبارك على ذلك؟

– لم يزعل، وسألني يومها “الناس عاملة إيه؟ كويسة؟ بيحصل إيه بالظبط؟”، فقلت له بصراحة أنه يوجد أناساً تعيش بين أكوام القمامة والبعض الآخر يفتقد للاستشفاء ولكل وسائل المعيشة، كان لديه مبرراته وأنا شخصياً صدقتها إذ قال لي أن الشعب المصري بلغ عدده 90 مليون وكلما يقيم مدينة جديدة أو كوبري يتفاجأ بالزحمة وبالكثافة السكانية، وهو نسب كل الازمات للكثافة السكنية.

*لو لم تجز الرقابة “طباخ الريس” وعارضت الجهات السيادية هل كنت ستبقى علىى موقفك المؤيد للرئيس مبارك؟

– بصراحة نعم، لاني مقتنعاً به حتى لو لم يحب فيلمي “طباخ الريس” لاني أؤمن من أن إختلاف الاراء لا يفسد للود قضية.

*كيف خطر ببالك أن تقدم فيل “طباخ الريس”؟

– من زمان كنت أمني نفي بتقديم فيلماً عن أي رئيس سيحكم مصر، لاظهر السلبيات والايجابيات، وهذه الفكرة درستها مع الكاتب يوسف المعاطي، وحينذاك شاءت الظروف ان ألتقي بطباخ الرئيس مبارك وتفاجأت من أنه يشبهني بالشكل كثيراً، فولدت فكرة الفيلم لاني كنت أتوق لتقديم كوميديا سياسية  وخلال ربع ساعة كتب يوسف الفكرة وبعد خمسة أيام أنهى السيناريو وبدأنا التجهيز للفيلم، وحينها إعترضت الرقابة لاننا نستخدم كلمة “الريس” بالعمل وكان محظوراً أن يتناول أحداً شخصية الرئيس المصري وهكذا كنت أول من قدم فيلما عن الرئيس.

*تحب الكوميديا التي تحمل وجهة نظر؟

– طبعاً فأنا من عشاق أعمال الفنان الكبير دريد لحام وأيضاً في لبنان كان يوجد فناناً سابقاً لعصره هو شوشو، والرئيس مبارك عندما شاهد “طباخ الريس” من على يخته في شرم الشيخ ونال إعجابه،(ويضيف) وبالمقابل قدمت الكوميديا التي هدفها الضحك فقط مثل”حاحا وتفاحة” الذي حقق نجاحا كبيراً.

*”حاحا” صرت كلمة متداولة واطلقتها يومها من فيلم “التجربة الدينماركية” مع عادل امام؟

–  صحيح، البداية مجرد كلمة رددتها بفيلم مع الزعيم عادل أمام، ثم تحولت لفيلم أضحك الناس وأمتعهم، وعلى فكرة في أوروبا وأميركا يوجد كوميديا للضحك فقط بلا فذلكات وفلسفة وتحقق نسبة نجاح عالية جداً وهذا المنهج أؤيده، وحاليا أصور ميني سيت- كوم “عائلة حاحا”، وتدور أحداثه بقالب إجتماعي كوميدي من خلال “حاحا” الفقير الذي يتزوج ويصبح لديه ولد وبنت ويعاني من مشاكل كثيرة بأسلوب مضحك وطريف.

* ستظل متمسكاً بشخصية “حاحا” كما فعل النجم محمد سعد بشخصية “اللمبي”؟

– لا لاني ضد التكرار، محمد سعد كرر شخصية “اللمبي” بعدة أفلام، بينما أنا قدمت “حاحا” بالسينما من خلال فيلم واحد واليوم أجسدها بسيت- كوم لكني لن أكون سجينها ابداً.

*فن التهريج له جمهوره وفي الخارج يكتبون خصيصاً للنجوم الكوميديانات هل تؤيد هذه الفكرة؟

– اي مؤلف يريد أن يكتب لنجماً إلا ويسأله عن الشخصية أو الحالة التي يتوق لتجسيدها، دائماً تسبقهما جلسات عمل، وأنا دائما ما أقترح الافكارعلى الكتاب الذين أتعاون معهم وأمنح زملائي الفنانين مساحات للعمل معي، حتى بفيلمي “الفيل في المنديل” الذي قاطعني به شباب الثورة كتبته يومها ولم أكن البطل المطلق به، وحتى في “عائلة حاحا” فيوجد معي مجموعة من الممثلين لان النجاح لا يقام على فرد بل على مجموعة من الممثلين بالعمل الواحد وأنا مع العمل الجماعي حتى لو كان عملا تهريجياً، وللاسف نحن في الشرق الاوسط لا يوجد لدينا شركات لصناعة النجم كما في الخارج حيث تقتصر مهمة الممثل على التمثيل فقط، بينما هنا الممثل يتابع ويلاحق كل شيء.

*ماذا عن فيلمك المقبل “حارس الرئيس”؟

– سأتناول به الحقبة التي ترأس فيها مرسي حكم مصر وما ألحق بها من خراب وأضرار،وقد كتبت العمل بنفسي ووقعت مع شركة الانتاج وسأجسد دور الحارس بينما سيقوم بدور الرئيس النجم حسن يوسف، ونحن بإنتظار الحكم على المعزول مرسي لنباشر بتصوير الفيلم.

*لكن الاخوان قد يترصدون لك بسبب “حارس الرئيس”؟

– لا يهمني الرب واحد والعمر واحد، شعبان عبد الرحيم غنى ضد داعش وتلقى تهديدات كثيرة ولم يهتم، وايضا ناصر القصبي هاجم الدواعش في مسلسله “سيلفي” وهدر دمه ولم يهتم، نحن نقدم فناً ونلخص حال الشعب والوطن من خلال اعمالنا،وسأكون صريحاً معك أنا لا اخاف التهديدات لكني أخشى النقد الذي “يخضني” علماً أني آخذ كل الانتقادات بعين الاعتبار وبصراحة “بموت لو حد قلي إن عملي الفني دون المستوى” بينما كل التهديدات لا أعيرها اي إهتمام،(يبتسم ويعلق) سأقول لك شيئاً لم افصح عنه من قبل، أنا كنت ضابطاً بالشرطة وتركت المؤسسة العسكرية إكراما للفن.

*حدثنا عن ذلك وهل ندمت على تركك الشرطة؟

– بصراحة لا، لاني عاشق للفن وكنت أريد منذ البداية أن أدرس التمثيل لاني كنت أتزعم الفرق التمثيلية بالمدرسة لكن والدي عارض الفكرة، أنا من الاسكندرية وكنت أستمتع بالبحر والسهر ومشاهدة الاعمال الفنية وعندما أنهيت دراستي إنتسبت لكلية الشرطة بناء على رغبة والدي على أمل ان أدخل التمثيل بعد أن أتخرج كما فعل قبلي صلاح ذو الفقار وأحمد مظهر، وفي كلية الشرطة فوجئت بالمواعيد والالتزامات ولاني لم أكن أريد أن أعارض رأي والدي وأترك الشرطة قررت أن الجأ للحيلة ففي يوم عمدت الى عدم الالتزام بمواعيد التدريب وفي التدريب شاكست الظابط فتم طردي، وذهبت لتوها إلى البيت وما إن دخلت وشاهدني والدي بثيابي العادية العادية بدلا من البدلة الميري سألني على الفور”طردوك من الكلية؟” فرديت عليه بالايجاب فقال لي “طيب ماشي” وبعد أسبوع واحد توفي والدي(تدمع عيناه) بعدها دخلت غمار الفن من خلال معهد التمثيل ودرست وبعد التخرج عدت إلى الجيش بصفة مجند وأديت الخدمة العسكرية، ومن بعدها شاركت بعدة أعمال إلى أن وصلت للنجومية وكم كنت اتمنى لو كان والدي على قيد الحياة ليرى نجاحاتي ويفتخر بها،(ويضيف) لم يكن بحسباني أن أكون نجماً بل ممثلا فقط لاني أحب ان أمثل عدة اعمال بالسنة لاأشبع من التمثيل الذي أعشقه، لكن الرب شاء أن أصبح نجماً وأشارك بأعمال معينة كي لا أحرق نفسي فنياً.

* هل تعرضت للاحقاد بعد أن أصبحت نجم شباك؟

– بصراحة اه خصوصا بعد أن حاز فيلمي على أعلى ايرادات، وبعد أن قدمت “طباخ الريس” كثر ندموا على إعتذارهم لمشاركتي الفيلم وكان دورالريس للنجم القدير خالد زكي الذي قدمه كأجمل ما يكون.

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram