خاص – هل يؤثر تغير الفصول على الحالة النفسية للفرد ؟

الفصول الأربعة والحب

بيروت – ريم شاهين

الحزن و الفرح ، الأمل و الإكتئاب ، الحب و الكره ، التواصل الإجتماعي و الإنعزال ، كلها حالات نفسية يشعر بها الإنسان خلال كل فترات حياته ، فإلى أي مدى يؤثر تغير الفصول على الحالة النفسية للمرء ؟!

أثبت العلم الحديث أن هناك علاقة بين تغير مزاج الإنسان وتعاقب الفصول من خلال دراسات عديدة للسلوك البشري الذي يختلف فيه الناس عن بعضهم البعض في تفاعلهم وتعاطيهم مع حالة الطقس والظروف الجوية.

عند حلول فصل الخريف و تساقط أوراق الأشجار و هبوب الرياح ، يشعر البعض بالكآبة النفسية و بالحزن ، ما يجعلهم ينعزلون في غرفهم و يعيشون كآبة كل ذكرى حزينة مرت في حياتهم ، في حين أن البعض الآخر يشعر بأن فصل الخريف هو فصل إنتعاش التربة و يؤجج المشاعر الحميمة داخل كل قلب عاشق ، إذ يعتبرونه فصل الرومنسية و العشق.

الأمر نفسه ينطبق على فصل الشتاء ، فلدى البعض هو فصل الكسل و قلة الحركة ، في حين يعتبره كثر فصل الحياة ففيه عطلة عيد الميلاد المجيد و عيد رأس سنة و يعتبرونه مصدر بهجة و فرح و ينطلقون فيه للحياة بأقصى درجاتها كالرقص تحت المطر .

أما فصل الربيع ففيه الجو البديع و النسيم العليل فيه تتفتح الأزهار و تنتعش القلوب و تمتلأ بالحياة و الرغبة بالإبتعاد عن كل حزن و الإنطلاق في دوامة من الفرح و السرور، و قلة هم من يشعرون بأن هذا الفصل مصدر كآبة إلا من يتفاءلون من برد الشتاء و الأمطار الغزيرة و يكرهون النسيم الحليل و إشراقة شمس فصل الربيع .

أخيرا يأتي فصل الصيف ، الفصل التي تدغدغ فيه حرارة الشمس أجساد عشاق البحر و محبي العوم و الرياضات المائية و في المجمل هو فصل يأخذ فيه كثيرين قسط من الراحة و يتوجهون الإستجمام في حين يشكل لبعض الذي لا يعملون إلا في فصل الصيف و أعمالهم التجارية لا تنشط حركتها سوى في هذا الفصل ، يشكل الصيف بالنسبة لهم فصل الجد و التعب و جني الأرباح للإسترخاء في فصل الشتاء.

لا تستطيع أن تتبع الدراسات بشكل نهائي ، فالحالة النفسية التي يمر بها المرء تتأثر بعدة عوامل و ليس فقط بتغير الفصول و أحوال الطقس الجوية ، و لكل طبعه و نفسيته و خصائصه ، إذ لا نستطيع أن نطلق النتائج المثبتة على مدى تأثر الحالة النفسية للإنسان و أسبابها الفعلية و لكن نستطيع أن نجزم أن الإنسان يتأثر بتغير الفصول انطلاقا من أسباب قد تكون صحية أو نفسية أو عاطفية أو ذكريات أليمة أو سعيدة عاشها في أحد تلك الفصول .

تعلموا كيف أن تسرقوا من الفصول إيجابية كل منها و تبتعدوا عن كل حزن أو ألم ، فلكل فصل جماليته إعشقوا في الخريف و إفرحوا في الشتاء و غامروا في الربيع و انطلقوا في الشتاء ، هذه هي الحياة يوم لك و يوم عليك مهما تبدلت الفصول .

شارك الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Facebook IconYouTube IconTwitter IconFollow us on Instagram